تلقت العديد من المساجد في ألمانيا رسائل تهديد مجهولة المصدر، وسط تنامي شعور بالخوف وغياب الأمن وسط قطاعات متزايدة من المسلمين، بينما تحاول السلطات الأمنية تتبع مصادر التهديد.
وفي ولايات أوسنابرك، وهيسن، وبافاريا، وبرلين، تلقت الجاليات المسلمة خلال السنوات الأخيرة، العديد من رسائل التهديد، بشكل متزايد وملحوظ.
وبحسب معلومات “دويتش فيله”، تقوم إدارات المساجد بإبلاغ الشرطة، ولكنها أحيانا تفضل ألا يصل الأمر إلى وسائل الإعلام. وبالإضافة إلى ذلك، يتلقى بعض الممثلين للجمعيات الإسلامية رسائل تهديد أيضا، يتم الإشارة فيها إلى أفراد أسرهم، بمن فيهم الأطفال القصر”.
ويقول برهان كسيجي، رئيس المجلس الإسلامي بألمانيا، في الماضي كانت تصل رسائل تهديد من حين لآخر، وحينها كان من الواضح أنها كانت رسائل من أفراد، وبعضها مكتوب بخط اليد، أما الآن فالرسائل المرسلة إلى الجمعيات صارت أكثر، وأحيانا تكون هناك إشارة إلى ارتباطها بالإرهاب أو بالخلية اليمينية “NSU”، (التي تعتبر من جماعات النازيين الجدد).
ويصف كسيجي ذلك بأنه “أمر مقلق، ومحبط أيضا. لأنه لا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك”.
وبحسب الشرطة، فإن 18 من الرسائل الواردة منذ عام 2018، مرتبطة بالجماعة الإرهابية اليمينية المتطرفة “NSU”، وهي الجماعة التي قام أعضاؤها، بين عامي 2000 و2007، بقتل تسعة مهاجرين من أصحاب المحلات الصغيرة، إضافة لشرطية واحدة.
وفي نهاية حزيران/ يونيو 2023، وبعد حوالي ثلاث سنوات من العمل، قامت مجموعة مستقلة من الخبراء بتقديم تقرير شامل عن معاداة المسلمين في ألمانيا، وتضمن التقرير عشرين توصية، قدمها الخبراء للحكومة الاتحادية، ومن أبرزها، تعيين مجلس دائم للخبراء، وتعيين مفوض اتحادي لمكافحة العداء للمسلمين. ولكن لم يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن.