ألغت المحكمة الإدارية العليا في اليونان تصريح بناء مركز للمهاجرين، كانت الحكومة تخطط لإقامته في قلب أكبر غابة بجزيرة ليسبوس على بحر إيجة، على الرغم من رفض قطاع مهم من السكان المحليين، إقامة المركز.
وتبددت خطط وآمال اليونان في إقامة مركز مغلق وخاضع للرقابة للمهاجرين في جزيرة ليسبوس، القريبة من تركيا، بعد أن ألغت المحكمة الإدارية العليا في البلاد (مجلس الدولة) تصريح البناء في الموقع المقترح.
ووفقا لقرار المحكمة، تم إلغاء تصريح إقامة المخيم المقترح في فاستريا “لعدم وجود دراسة بيئية وافية”.
ويقترح المشروع في مجمله تسوية نحو 21000 فدان من أشجار الصنوبر في قلب أكبر غابة على بحر إيجة. وتم بالفعل بناء مراكز وصول مماثلة مغلقة وخاضعة للرقابة في جزيرتي ساموس وكيوس.
وعلى الرغم من القرار، أكد وزير الهجرة اليوناني ديميتريس كايريديس، أن بناء المرفق المقترح سيمضي قدما.
وقال كايريديس في بيان إن “بناء المرفق الجديد في فاستريا سيسير بشكل طبيعي، مشددا على أن المرفق الجديد سوف يلبي جميع الشروط والمواصفات البيئية التي يتطلبها الإطار التشريعي ذي الصلة وقرار مجلس الدولة الأخير”.
وأضاف أن “هدفنا بناء مرفق جديد حديث وآمن وعملي، من شأنه تحديث قدرات نظام الاستقبال الوطني، والمجتمع المحلي في ليسبوس شريكنا المميز في هذا الجهد”.
غير أن بناء المراكز يواجه معارضة عريضة في المجتمع المحلي ليس فقط في منطقة فاستريا لكن في جميع أنحاء ليسبوس التي شهدت احتجاجات مناهضة لبنائه.
وقال لوكاس أبوستوليديس، المحامي المدافع عن مجموعة من سكان ليسبوس، والذي تقدم بطعن أمام مجلس الدولة، لصحيفة “ايفيميريدا تون سينتاكتون” اليونانية، إن “الوزير يتلاعب بعقولنا”.
وأردف “كنت أتوقع أنه، في الوقت الذي احترقت فيه مئات آلاف الأفدنة من أراضي الغابات في جميع أنحاء اليونان، سيكون أكثر حرصا عند الحديث عن حماية مناطق الغابات في البلاد”.
وأوضح أبوستوليديس أن الدوافع وراء القرار تشمل الأسباب التي شرحها السكان لحماية البيئة الطبيعية، بالإضافة إلى الأسباب القانونية البحتة، التي أدت مؤخرا إلى إلغاء بناء مخيم آخر في ثيرموبيلاي.
وينظر مجلس الدولة خلال أيام استئنافا آخر يطالب رافعوه برفض وجود المرفق من الأساس، ولكن لا يبدو أن الحكومة تفكر في التراجع عن المشروع، وتواصل الضغط من أجل استكماله.
كانت ليبسبوس تعتبر جزيرة التضامن في 2015 إذ كان صيادو الأسماك يهبون لنجدة المراكب المحملة بالمهاجرين فيما المسنات يطعمن الأطفال الرضع، لكن هذا الأمر بات ذكرى بعيدة.
ولكن سكان الجزيرة سئموا من تحمل تبعات قصور سياسة الهجرة الأوروبية، خصوصا مع تردي الأوضاع الاقتصادية، وباتوا يمنعون مراكب المهاجرين من الاقتراب من الشاطئ.