“مثير للسخرية” و”عار”.. هكذا وصفت الصحف البريطانية قرار الحكومة بإخلاء
البارجة” بيبي ستوكهولم “، يوم الجمعة 11 آب/أغسطس، من 39 مهاجرا كانوا نقلوا إليها، قبل أيام قليلة، وذلك بعد اكتشاف وجود بكتيريا يحتمل أن تكون مميتة في أنابيب المياه.
وأثار اكتشاف تلوث مياه السفينة ببكتيريا الليجيونيلا التي تسبب مرض التهاب الرئة الوخيم، سخطًا كبيرًا وتساؤلات عدة، حيث تبين من فحوصات أجريت قبل نقل المهاجرين إلى السفينة، وجود مستويات عالية من هذه البكتيريا في مياه أنابيب السفينة، الأمر الذي استدعى إخلاء السفينة من 39 مهاجرًا كانوا قد نقلوا إليها هذا الأسبوع كإجراء احترازي، وفقًا لصحيفة التليجراف البريطانية.
وبحسب ما أشارت الصحيفة البريطانية، فقد أثارت هذه الأحداث غضب العديد من النواب البريطانيين، الذين وصفوا الوضع بأنه “مثير للسخرية” و”عار”.
وقد أثيرت تساؤلات حول سبب السماح للمهاجرين بالصعود إلى السفينة قبل الحصول على نتائج الاختبارات البكتيرية، وسبب نقل بعض طالبي اللجوء إلى السفينة، حتى بعد أن تم إبلاغ مسؤولين في وزارة الداخلية بوجود بكتيريا الليجيونيلا على السفينة.
وكان مجلس مقاطعة جورست قد أخبر وزارة الداخلية عن وجود البكتيريا منذ يوم الاثنين الماضي 7 آب/أغسطس.
كما أن إخلاء السفينة يعني تأخيرًا جديدًا في بدء تشغيلها، بعد التأخيرات السابقة بسبب مخاوف أمنية ومعارضة محلية. ويسدد ضربة لخطة الحكومة البريطانية التي وضعتها في آذار/مارس الماضي والتي تضمنت نقل ما يصل إلى خمسة آلاف طالب لجوء إلى ثلاثة مواقع عسكرية سابقا، وهي “ويذرسفيلد” في إيسيكس و”سكامبتون” في لينكولنشير و”بيكسهيل” في شرق ساسكس. وتحدثت عن نقل طالبي لجوء إلى قاعدة “غاتريك غاريسون” في يوركشير.
وتعتبر سفينة “بيبي ستوكهولم” جزءًا أساسيًا من جهود الحكومة للحد من تكلفة الإقامة في الفنادق الحكومية التي تصل إلى 6 ملايين جنيه إسترليني يوميًا، غير أن هذه الجهود يبدو أنها قوبلت بمشاكل عديدة، بدءًا من تأخر الإصلاحات، وصولًا إلى الاكتشافات الصحية المثيرة للقلق.
وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن يؤدي الإخفاق في توفير بيئة آمنة وصحية لطالبي اللجوء، التي تتزايد أعدادهم بوتيرة سريعة، إلى تفاقم المشاكل النفسية لهؤلاء الأشخاص، إذ رفض العشرات من طالبي اللجوء الانتقال إلى السفينة؛ بسبب ما يُعانونه من صدمات نفسية وخوف شديد من الماء، إذ إن الكثيرين منهم تعرضوا للغرق أو مشاهدة غرق أصدقائهم أثناء رحلة العبور إلى بريطانيا.
ويخشى هؤلاء من الإقامة على متن سفينة في عرض البحر، وقد هددتهم الحكومة بسحب حق الإقامة إذا استمروا في الرفض، لكن المنظمات الحقوقية ترى أن هذا الإجراء لا إنساني ويتعارض مع المواثيق الدولية.
ويرى الرئيس التنفيذي لجمعية “كير فور كاليه” الخيرية، “إن إيواء أي إنسان في سجن عائم مثل “بيبي ستوكهولم” هو أمر غير إنساني، ومحاولة القيام بذلك مع هذه المجموعة من الناس أمر قاسٍ بشكل لا يصدق، حتى مجرد تلقي الإشعارات يسبب لهم قدرًا كبيرًا من القلق”.
وفي الفترة الممتدة من 1994 إلى 1998 استخدمت بارجة “بيبي ستوكهولم” في ألمانيا لإيواء المهاجرين والمشردين، كما استخدمتها هولندا عام 2005 لإيواء اللاجئين.
وعلى متن البارجة، سجلت العديد من المشاجرات وحوادث الاغتصاب، كما شهدت عام 2008 حالتي وفاة لشخصين عربيين نتيجة رداءة العناية الصحية المقدمة لهما.
وتُشير الأرقام إلى أن عدد المهاجرين الذين يعبرون قناة المانش قد تجاوز 100,000 منذ العام 2018، مما يبرز الضغوط المتزايدة على النظام، وكذلك الحاجة إلى أن يتم التعامل مع هذه القضية بطريقة أكثر إنسانية وفعالية، وفقًا لصحيفة الجارديان.