لم ينسى اللاجئ السوري ساجد الكسابرة وطنه الأم رغم ما ذاق من ويلات نظامه والمخاطر الكبيرة التي شهدتها رحلة هروبه الى وطنه الثاني ألمانيا. الكسابرة صار الآن بعد رحلة كفاح نجما من نجوم مجتمع الأعمال، فقرر أن يرد الجميل الى أبناء وطنه، الذين ما زالوا يعانون من شظف العيش تحت وطأة نظام مستبد.
الكسابرة وصل إلى ألمانيا صيف عام 2014، بعد أن سلك طريقا يعتبر من أخطر طرق الهجرة في العالم في السنوات العشر الأخيرة، فقد اتجه صوب ليبيا، حيث اعتقل لمدة ثلاثة أشهر من قبل عصابات الاتجار بالبشر، قبل أن يقطع المتوسط نحو إيطاليا.
والمخاطر لم تتوقف هنا، فقد اضطر الشاب السوري الفار من الحرب في بلده، إلى خوض رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر، حيث عبر في قارب من قوارب الموت من سواحل ليبيا نحو إيطاليا، آملا في الوصول حياً إلى الجنة الموعودة، الفردوس الأوروبي.
وفي المانيا بدأ الفصل الثاني من رحلة كفاحه في بلد لم يكن يتقن حتى لغته، لكنه قطع وعدا على نفسه “إذا حققت يوما نجاحاً، فلن أنسى من هم في حاجة للمساعدة، وسأساعد دائما في بناء الإنسان في سوريا”، كما يقول ساجد في تصريح لموقع “مهاجر نيوز”.
وكان القدر رحيما بساجد فبعد أكثر من أربعة أشهر في مخيم لاستقبال اللاجئين، تعاطفت معه أسرة ألمانية، ودعته للعيش معها في غرفة خاصة بالمنزل، بمبلغ رمزي حسب وصفه، ثم انطلق في رحلة تعلم اللغة الألمانية، ليلتحق بعد ذلك بالمجال الأكاديمي ثم ينخرط في تدريبات مهنية متعددة، من بينها التدريب في مجال عمله حالياً، الاقتصاد وتخصص في مجال محاربة غسيل الأموال، وبعد حصوله على وظيفة استمر فيها لما يناهز أربع سنوات، قرر أن يؤسس مشروعه الخاص، ومن هنا انطلقت رحلة النجاح.
يملك ساجد اليوم شركتين تنظمان خمسة أنشطة تجارية، كما أنه مستثمر في مشاريع أخرى، ويحدد 3 مجالات ينشط فيها لدعم مواطنو بلاده.. الأول نقل تجربة نجاح الاقتصاد الألماني لسوريا لكي تنهض، والأمر الثاني تخصيص جزء من أرباح الشركة لدعم الأطفال السوريين.
إضافة إلى ذلك، “أي طالب عليه ديون متراكمة في الجامعة ولم يستطع التخرج بعد بسببها تدفع الكجة دينه ليتمكن من إتمام مساره الأكاديمي، وأحيانا تخصص أموال قسم الإيثار للمساعدة في حال وقوع أزمات في إحدى المناطق السورية، سواء بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية”.
ويخصص الكسابرة للأعمال الخيرية قسما على موقع الكجة الرسمي، أطلق عليه اسم قسم الإيثار، وتحول الى هذا القسم كل شهر 10 بالمئة من الأرباح التي تحققها الشركة.
وشدد ساجد في حديثه، على أن هناك الكثير من السوريين يقدمون مثل هذه المساعدات لبلدهم الأم وأهله، لكن لا يعلنون ذلك ولا يروجونه لأسباب دينية بالأساس، لكن نحن الوحيدون الذين أسسنا لهذه الفكرة وفعلناها بطريقة مهنية وبشكل قانوني.