أثار صعود اليمين المتطرف في انتخابات ولايتي بافاريا وهيسن مخاوف المستشار الألماني أولاف شولتش، وكذلك منظمات غير حكومية، من تداعيات هذا التقدم على التطور الديمقراطي في البلاد وحقوق الانسان وبالأخص حقوق المهاجرين.
وقال شولتس يوم الثلاثاء، 10 أكتوبر /تشرين الأول، رداً على سؤال في شأن صعود اليمين المتطرف في انتخابات الأحد، “يجب أن نقلق حيال هذا الشأن، الأمر يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية”.
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هامبورغ، “لا شك على الإطلاق في أن المواقف السياسية الممثلة هناك لا تتوافق بشكل جيد مع أفكارنا حول الحرية والديمقراطية وسيادة القانون”.
وحصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” المناهض للهجرة على نقاط مئوية عدة في الانتخابات المهمة التي جرت الأحد الماضي، ليحتل المركز الثاني في ولاية هيسن والثالث في بافاريا. وفي الوقت نفسه تكبد “ائتلاف شولتس”، الذي يقوده يسار الوسط، خسارة فادحة.
وكانت الهجرة من بين المواضيع الرئيسة للحملات الانتخابية إذ تواجه ألمانيا، على غرار أماكن أخرى في أوروبا، موجة من الوافدين الجدد مما يذكر بتدفق المهاجرين عام 2015.
ورداً على سؤال، عما إذا كانت الحكومة تخطط لتغيير سياسات الهجرة بعد المكاسب الأخيرة التي حققها اليمين المتطرف، دافع شولتس عن نهج الائتلاف قائلاً إنه يجري اتخاذ خطوات للتعامل مع الأعداد المتزايدة.
لكنه أقر أيضاً أن “عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا مرتفع جداً، بخاصة أن عديداً منهم كانوا قبل ذلك في دول أوروبية أخرى، إذ لم يسجلوا أو تطبق إجراءات اللجوء عليهم”.
وفي السياق ذاته، حذرت مؤسسة “آن فرانك” للتعليم، من ازدياد شعبية حزب البديل، مشيرة لوجود زيادة كبيرة في أعداد الشباب الذين يدعمون المواقف اليمينية المتطرفة، حسبما ذكر موقع “أمل برلين”.
وبحسب مؤسسة فرانك، “يجب تعزيز التثقيف السياسي والتاريخي حول قضايا العنصرية ومعاداة السامية في السنوات المقبلة”.
وأضافت المؤسسة، أن هذه التوعية ينبغي أن “تمتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي المهمة مثل Tiktok وYouTube، إذ يمكن أن يكون لها تأثير كبير، بالإضافة لدور الأحزاب الديمقراطية، التي ستعمل على استعادة دعم الشباب والتواصل معهم.”
كانت وزيرة الداخلية الألمانية ومرشحة للحزب الاشتراكي الديمقراطي لرئاسة حكومة ولاية هيسن نانسي فيزر قد أعربت في تصريحات سابقة، عن خيبة أملها للخسائر التي تعرض لها حزبها في الولايتين، حسبما ذكر موقع “دويتش فيله”.
ودعي للانتخابات 14 مليون شخص في الولايتين، أي نحو 20 بالمئة من الناخبين في ألمانيا. وباعتبار الولايتين مركز ثقل اقتصادي في البلاد، تعد الانتخابات مؤشرا هاما على المزاج الشعبي.