حث المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المضي قدماً في استعادة طالبي اللجوء الوافدين من تركيا الذين ليس لديهم حق البقاء في ألمانيا، في وقت تضاعفت فيه أعداد طالبي اللجوء الأتراك لأكثر من ثلاث مرات خلال العام الجاري.
وذكرت مصادر من الحكومة الألمانية عقب العشاء الذي دُعي إليه أردوغان في ديوان المستشارية ببرلي يوم الجمعة 16 نوفمبر/ تشرين ثان، واستغرق ساعتين، أن شولتس أكد ضرورة أن تكون هناك “آلية قوية” لتحقيق ذلك، حسبما ذكر موقع “دويتش فيله”.
وأضافت المصادر أن كلاً من المستشار الألماني والرئيس التركي “رحبا بالعمل المكثف في إطار مجموعة العمل الثنائية التي تم تشكيلها حديثاً لسلطات الداخلية، وكلفاها بالتوصل إلى نتيجة توافقية في أقرب وقت ممكن”.
وأوردت صحيفة “فاز” الألمانية، أن عدد طالبي اللجوء الأتراك في ألمانيا تزايد بسرعة كبيرة هذا العام، وحتى 2 أغسطس/آب الماضي، قدم ما يقرب من 24 ألف مواطن تركي طلباً أولياً للجوء في ألمانيا.
ويعتبر ذلك أكثر من 3 أضعاف ما كان عليه في العام السابق.
هذه الأرقام وضعت تركيا في المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي يطلب مواطنيها اللجوء بعد سوريا وأفغانستان.
يذكر أن وزيرة الداخلية نانسي فيزر قد أكدت في تصريحات صحافية يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن عدد عمليات الترحيل هذا العام ارتفعت بنسبة 27% عمّا كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي، وقالت: “ومع ذلك، يجب علينا سنِّ قواعد تمكننا من تطبيق قانوننا بشكل أكثر حزما وسرعة”.
وتمثل زيادة أعداد المهاجرين واللاجئين وانخفاض عدد عمليات الترحيل مشكلة سياسية رئيسية في ألمانيا، حيث استفادت الأحزاب الشعبوية اليمينية من المشاعر المعادية للمهاجرين، بحسب مراقبين.
وعلى ضوء ذلك أعلن المستشار أولاف شولتس عن سياسة لجوء أكثر صرامة خلال مقابلة مع مجلة شبيغل الألمانية، حيث قال: “يجب أن نقوم أخيرًا بترحيل من ليس لديهم حق الإقامة في ألمانيا على نطاق واسع”. واعتبر أنه “غير مقبول أن تستمر إجراءات الترحيل في العديد من الحالات لسنوات”.