قررت الحكومة الفنلندية إغلاق نصف معابرها الحدودية مع روسيا، متهمةً موسكو بالسماح للمهاجرين الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية بعبور الحدود، في ظل تفاقم الأزمة السياسية بين البلدين الجارتين، بعد انضمام هلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي، واعتبار موسكو أن توسيع التحالف الغربي “يمس بأمن” الدولة.
وقالت وزيرة الداخلية الفنلندية ماري رانتانين في مؤتمر صحافي “اتخذت الحكومة قرار إغلاق معابر فاليما ونويجاما وإيماترا ونيرالا الحدودية”، فيما اتهم رئيس الوزراء بيتيري أوربو روسيا بالتصرف بشكل “خبيث”.
وقال أوربو إن بلاده اغلقت اعتباراً من يوم السبت، 17 نوفمبر/تشرين ثان، أربعة من أصل تسعة معابر حدودية مع روسيا لكبح تدفق طالبي اللجوء، حسبما ذكر موقع “مهاجر نيوز”.
وكان رئيس فنلندا قد قال يوم الأربعاء الماضي، إن ارتفاع عدد طالبي اللجوء الوافدين إلى حدود البلاد الشرقية يبدو “انتقاماً” روسياً من تعاون فنلندا الدفاعي مع الولايات المتحدة.
وفنلندا عضو في الاتحاد الأوروبي، وأثار انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” في وقت سابق هذا العام بعد عقود من عدم الانحياز غضب موسكو. وتشترك فنلندا في حدود يبلغ طولها 1340 كيلومتراً مع روسيا وهي الحدود الخارجية أيضاً للاتحاد الأوروبي.
والمعابر الحدودية الأربعة المقرر إغلاقها تقع كلها في جنوب شرق فنلندا وهي عادة المعابر الأكثر ازدحاماً للتنقل بين البلدين.
ويصل عشرات من طالبي اللجوء من دول مثل العراق واليمن والصومال وسوريا يومياً لفنلندا عبر روسيا، وفقاً لما رصده حرس الحدود الفنلنديون .
وقالت روسيا، إنها تأسف لتحرك فنلندا نحو احتمال إغلاق الحدود. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: “نأسف بشدة لأن القيادة الفنلندية اختارت طريق النأي بنفسها عمداً عن المستوى الجيد السابق وطبيعة علاقاتنا الثنائية”.
وفيما لا تزال أعداد الوافدين إلى فنلندا منخفضة، قالت السلطات إنها سجلت وصول حوالي 300 شخص خلال الأسابيع الماضية، لكنها تتخوف من تكرار ما حصل في نهاية العام 2015، حينما عبر الحدود حوالي 1,700 مهاجر.
وكشفت فنلندا نهاية العام 2022 عن خطة لبناء سياج على طول 200 كيلومتر من حدودها غير المأهولة إلى حد كبير مع روسيا. ويتوقع أن يُنجز في العام 2026.