شهد مؤتمر عام حزب الخضر في مدينة كارلسروه الألمانية مناقشات حامية الوطيس يشأن عدة قضايا من أبرزها الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط وأزمة الطاقة ومعدلات التضخم، أما ملف الهجرة فكان الأكثر إثارة للجدل.
وصرحت رئيسة اتحاد شباب الخضر بألمانيا بأنها ترى روح انتقادية واسعة النطاق تسود وسط صفوف الحزب لسياسة اللجوء، التي يتبعها قادة الحزب بصفتهم جزءا من الحكومة، حسبما ذكر موقع “دويتش فيله”.
وقالت كاتارينا شتولا، والتي تشارك في رئاسة اتحاد شباب الخضر، يوم الأحد 26نوفمبر /تشرين ثاني في آخر أيام مؤتمر حزب الخضر: “تصدر إشارة قوية من هذا المؤتمر الحزبي بأن الحزب ليس راضيا عن سياسة اللجوء التي يتبعها الائتلاف الحاكم، الذي يشارك حزب الخضر نفسه في مسؤوليتها”.
يشار إلى أنه تم تأييد هذه الإجراءات بالأغلبية في مؤتمر الحزب بالفعل في وقت متأخر من يوم السبت بعد نقاشات حامية الوطيس.
وقالت شتولا: “نحن سعداء بأن انتقادنا وصل أيضا لقيادة الحزب، وعلى الرغم من ذلك نعلم أننا لا يمكننا الاعتماد على ذلك فقط”، وأشارت إلى أن شباب الخضر يعتبر حاليا مهمته هي تحريك الحالة المزاجية المجتمعية حول الموضوع.
وتابعت: “سوف نقوم خلال الأسابيع القادمة مع كثيرين من حلفائنا بمسيرات في الشوارع وسوف نعارض بصوت عال التحول نحو اليمين، وسندعو للتضامن مع اللاجئين”.
من جهتها دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال ثالث أيام مؤتمر حزبها، إلى الاستعداد للتوصل إلى حل توافقي بخصوص الإصلاح المزمع لسياسة اللجوء الأوروبية.
وقالت السبت:” بدون نظام لن تكون هناك إنسانية” مشيرة إلى أن حزب الخضر اضطلع بالمسؤولية داخل الحكومة ومن ذلك أيضا التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل في سياسة اللجوء.
وأضافت بيربوك أنها على قناعة “بأننا لا يجوز لنا أن نتنصل من هذه المسؤولية”.
تجدر الإشارة إلى أن بيربوك كانت تعرضت داخل حزبها في الصيف الماضي لانتقادات قوية بسبب موافقتها على خطط لإصلاح سياسة اللجوء الأوروبي والتي تنطوي على العديد من الإجراءات المشددة من أجل الحد من قدوم الأشخاص غير المرغوب فيهم إلى أوروبا.
ومن المقرر تشديد التعامل بشكل ملحوظ مع الأشخاص القادمين من دول تندرج تحت تصنيف الدول الآمنة.
يذكر أن اتحاد شباب حزب الخضر كان قد تقدم بطلب يسعى من خلاله لمنع وزراء وقيادات من حزب الخضر في الحكومة والولايات من تأييد “إدخال إجراءات مشددة أخرى على قانون اللجوء”.