أعلنت ولاية ألمانية حظراً على ترحيل النساء والأطفال الإيزيديين، نظرا لأن أوضاعهم في شمال العراق ما زالت “مثيرة للقلق”، ويفتقرون الى الحماية اللازمة، وذلك وسط مطالبات سياسية بحظر ترحيل هذه الفئة في جميع الولايات الألمانية.
وأكدت جوزفين بول، وزيرة شؤون اللاجئين بولاية شمال الراين- ويستفاليا يوم الاثنين 18ديسمبر/كانون الأول في مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن التقارير الواردة تشير إلى أن وضع الإيزيديين في شمال العراق “مثيرا للقلق”، مما دعا الولاية الى تبني هذا القرار.
وأضافت بول “من وجهة نظر وزارة الخارجية الألمانية، فإن الحكومة العراقية ليست في وضع يسمح لها بضمان حماية الأقليات الدينية في العديد من المناطق”.
وتعد ولاية شمال الراين – وستفاليا هي الولاية الألمانية الوحيدة التي فرضت حظراً رسمياً على ترحيل أفراد الأقلية الإيزيدية.
ويمكن للولايات الأخرى أن تقرر وقف عمليات الترحيل لمدة ثلاثة أشهر، ويمكن تمديدها بعد ذلك.
وكانت بول تضغط من أجل فرض حظر في الولايات الألمانية، دون جدوى. وذكرت “دير شبيغل” أن ماكس لوكس، برلماني عن حزب الخضر، قد ناشد وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر أن “تعتبر الخطوة، التي اتخذتها ولاية شمال الراين وستفاليا بمثابة دعوة لإيجاد حل طويل الأمد”.
واتهمت بول فيزر بالتقاعس ودعتها إلى خلق “مستقبل آمن قانونيا” للإيزيديين في ألمانيا.
ولم تكشف حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا عن عدد النساء والأطفال الإيزيديين، الذين سيؤثر عليهم الحظر على مستوى الولاية، وفقًا لمجلة دير شبيغل.
الإيزيديون هم أقلية دينية كردية من مئات الآلاف من الأشخاص. تجمع الديانة الإيزيدية بين عناصر من ديانات الشرق الأوسط المختلفة، أهمها الإسلام بالإضافة إلى المسيحية.
خلال يناير/كانون الثاني 2023، اعترف البرلمان الألماني بجرائم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الإرهابي، ضد الإيزيديين في شمال العراق وسوريا باعتبارها إبادة جماعية. وكان أول برلمان لدولة أوروبية يتخذ هذه الخطوة.
ومنذ ذلك الحين، تستضيف ألمانيا أكبر جالية إيزيدية في العالم، وتعهد البرلمان بالعمل الجاد لحماية حياة الإيزيديين في ألمانيا.
وجدير بالذكر أنه في شمال العراق تعرضت نساء إيزيديات للاغتصاب وتم تجنيد الأطفال واستعبادهم.
وتقول منظمات حقوق الإنسان إن آلاف النساء الإيزيديات اختطفن وتم الاتجار بهن على يد مقاتلي داعش.