أعلنت ولاية ألمانية تعليق ترحيل النساء والأطفال الإيزيديين إلى العراق، حتى شهر أبريل/نيسان المقبل، وبذلك تكون ثاني ولاية تتخذ هذا القرار خلال شهر، وذلك في محاولة لتخفيف مخاوف الأيزيديين من إمكانية ترحيلهم منذ توقيع اتفاقية الهجرة بين ألمانيا والعراق.
وأعلن مكتب مفوض الهجرة في ولاية تورينغن يوم الخميس 4يناير /كانون الثاني في إرفورت أن اللائحة ستطبق في البداية حتى أبريل/نيسان من هذا العام، حسبما نقل موقع “مهاجر نيوز”.
ويعيش العديد من الأيزيديين في ألمانيا في خوف يومي من الترحيل، خاصة منذ اتفاقية الهجرة التي أبرمتها الحكومة الفيدرالية مع العراق العام الماضي.
ووفقاً لوزارة الداخلية الألمانية، طُلب مما يقرب من 26 ألف لاجئ عراقي مغادرة ألمانيا، لكن حتى نهاية أكتوبر تشرين الأول 2023، تم ترحيل 164 شخص الى العراق لكن لم يتبين كم من المرحلين كانوا ايزيديين، بينما شهد عام 2022 كله ترحيل 77 شخص خلال عام 2022.
كانت ولاية شمال الراين- ويستفاليا قد أعلنت الشهر الماضي حظراً على ترحيل النساء والأطفال الإيزيديين، نظرا لأن أوضاعهم في شمال العراق ما زالت “مثيرة للقلق”، ويفتقرون الى الحماية اللازمة، وذلك وسط مطالبات سياسية بحظر ترحيل هذه الفئة في جميع الولايات الألمانية.
وفي بداية عام 2023، اعترف البوندستاغ بالإجماع بأن الاضطهاد والقتل الممنهج للإيزيديين في شمال العراق على يد ميليشيا “الدولة الإسلامية” الإرهابية باعتباره إبادة جماعية.
وقالت المفوضة ميريام كروبا، إنه مع ذلك، يتم رفض طلب اللجوء للعديد من اللاجئين الإيزيديين لأن حالة الاضطهاد الفردي لا تعتبر كافية. ودعت الحكومة الفيدرالية إلى منح اللاجئين الأيزيديين من العراق وضع إقامة آمن.
وأقر البرلمان الألماني (بوندستاغ) مذكرة لإدانة ما ارتكبه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في حق الإيزيديين في العراق. وصنف النواب الألمان في المذكرة، التي صدرت يوم 19 يناير/كانون الثاني 2023، تلك الانتهاكات على أنها “إبادة جماعية”.
وتعرضت الفتيات والنساء “للاستعباد والاغتصاب والبيع”، كما تضيف المذكرة البرلمانية التي تشير إلى أن “العنف الجنسي… هدفه تجريد المجتمعات من إنسانيتها، وإذلالها وتفتيتها”. وعليه، فإن “مجلس النواب (البوندستاغ) يعتبر الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي إبادة جماعية”.
والإيزيديون هم أقلية دينية قديمة في شرق سوريا وشمال غرب العراق اعتبرهم تنظيم “داعش” عبدة شيطان، بسبب عقيدتهم التي تجمع بين الزرادشتية والمسيحية والمانوية واليهودية والإسلام.
وألمانيا، التي تعيش فيها أكبر جالية إيزيدية في العالم، هي من الدول القليلة التي سلكت مسارا قضائيا بشأن ممارسات تنظيم “الدولة الإسلامية” في حق هذه الأقلية.
ويذكر أنه مضى عشر سنوات على القتل الجماعي وطرد العائلات الأيزيدية. وعلى الرغم من دحر تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الوضع في المناطق التي يقطن فيها الإيزديون لا يزال محفوفًا بالمخاطر.