أقر النواب البريطانيون، مشروع قانون مثير للجدل بشأن ترحيل المهاجرين إلى رواندا، مما يشكل انتصاراً سياسياً لرئيس الوزراء ريشي سوناك، بعد أن واجه معارضة واسعة داخل حزبه تهدف لتشديد بنود القانون، فيما اعتبر زعيم حزب العمال المعارض مشروع القانون بمثابة “مهزلة”، ووصفه رجال دين بـ “العار”.
وصوت 320 نائباً لمصلحة القانون، بينما صوّت ضده 276 نائباً، يوم الأربعاء 17 يناير/كانون ثاني الجاري، ثم رُفع إلى مجلس اللوردات، حيث يمكن أن يخضع لتعديل، حسبما ذكر موقع “بي بي سي”.
وكانت مجموعة من 60 نائبا من حزب المحافظين، بدعم من بوريس جونسون، قد طرحت تعديلات مساء الثلاثاء لجعل مخطط رواندا أكثر “وحشية وعنصرية”. وقال السير ويليام كاش، النائب اليميني الذي صوت ضد مشروع القانون: “لا أعتقد أن هذا هو أصعب تشريع يمكن أن نصدره بشأن الهجرة”.
ومن جهة أخرى انتقد كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض الخطة ووصفها بأنها “مهزلة”.
وكتب الزعماء الروحيون للكنيسة الأنغليكانية وبينها رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي ويورك ستيفن كوتريل و23 أسقفا، في رسالة نشرتها صحيفة “التايمز ” أن “هذه السياسة غير الأخلاقية تغطي بريطانيا بالعار”. من جانبه، وصف الأمير تشارلز خطة الحكومة البريطانية لإرسال طالبي لجوء إلى رواندا بأنها “مروعة”.
وندد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بخطة المملكة المتحدة، معتبرا أنها “كلّها خطأ”.
وتهدف النسخة الجديدة من مشروع القانون إلى الرد على اعتراضات المحكمة العليا التي اعتبرت المشروع غير قانوني، خوفا على سلامة المهاجرين في حال رُحّلوا إلى رواندا.
ويحظى مشروع القانون بشعبية كبيرة لدى الكتلة الناخبة المحافظة، ما يشجع الحكومة في الإصرار على تنفيذ هذه السياسة، إذ أكد رئيس الوزراء بوريس جونسون أنه “لن يتم ردعنا بأي شكل من الأشكال أو ثنينا من خلال بعض الانتقادات”.
وأكدت لندن أنها تريد طرد أي شخص، مهما كانت جنسيته، يتم توقيفه وهو يحاول دخول البلاد بشكل غير قانوني، إلى رواندا رغم تكلفة هذه السياسة “أخلاقيا وماليا”، حسب منتقديها. ومن المتوقع أن تجبر الحروب والكوارث المناخية هذا العام عددا قياسيا من الأشخاص على الفرار من بلدانهم، وفق تقارير عديدة
وهذه ليست هي المرة الأولى التي تستقبل فيها رواندا طالبي لجوء من دولة أخرى، إذ اتفقت كيغالي والاتحاد الأفريقي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2019 على أنه يمكن إجلاء المهاجرين في مراكز الاحتجاز الليبية المزرية طواعية إلى رواندا على متن رحلات جوية تديرها الأمم المتحدة.
وارتفع عدد المهاجرين العابرين لبحر المانش باتجاه بريطانيا بشكل كبير منذ مطلع العام، حيث عبر أكثر من عشرة آلاف مهاجر القناة بشكل غير شرعي انطلاقا من الأراضي الفرنسية، مستخدمين زوارق صغيرة، وهو ما شكل موضوع خلاف متواصل بين لندن وباريس بعد البريكسيت.