انتقد حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلغاء دعوة ممثليه لحضور الدورة الـ74 من مهرجان برلين السينمائي الدولي “برليناله”، بعد ما أثارت دعوة الحزب اليميني المتطرف غضب العديد من الفنانين المشاركين في الحدث العالمي، بينما أوضحت إدارة المهرجان أنه كان من المهم أخذ موقف لا لبس فيه لصالح دعم الديمقراطية، فيما زالت قطاعات واسعة من الشارع الألماني غاضبه، مما تبين من مخططات لمتشددين لحملة طرد جماعي للأجانب.
ويوم الجمعة 9 فبراير/ شباط، وصف المتحدث باسم السياسة الثقافية للكتلة البرلمانية للحزب بالبوندستاغ، مارك يونغن، الإجراء بأنه “ضربة للديمقراطية”.
وتحدثت كريستين برينكر، زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب البديل في برلمان ولاية برلين، عن “إشارة ثقافية سياسية لها عواقب غير متوقعة على (علاقة) المجتمع بعضه ببعض”.
وقالت برينكر بحسب ما نقل موقع “ر ب ب 24”: “بهذا القرار، لم تقصِ إدارة برليناله ممثلي حزب البديل من أجل ألمانيا فحسب، بل أقصت أيضًا ناخبي حزب البديل..”. وأضافت وهي نفسها واحدة من أولئك الذين تم إلغاء دعوتهم: “إنهم يقصون الأشخاص الذين يعانون من الظروف السائدة ويلجأون إلينا، نحن حزب البديل، على أمل إعادة تنشيط الديمقراطية”.
وتنطلق الدورة الرابعة والسبعون من مهرجان برلين في 15 فبراير /شباط الجاري في سياق متوتر داخليا بسبب اليمين والمتطرف وعالميا بعد أربعة أشهر من الحرب في الشرق الأوسط، وعامين من الحرب في أوكرانيا.
وأثار حزب “البديل من أجل ألمانيا” الذي حقق تقدماً في استطلاعات الرأي سخطاً في يناير/كانون الثاني، بعدما كشف مركز الأبحاث الاستقصائية “كوريكتيف” أن عدداً من أعضائه طرحوا خلال اجتماع نظمه يمينيون متشددون في بوتسدام قرب برلين في نوفمبر /تشرين الثاني مشروعاً لحملة طرد واسعة النطاق لأشخاص أجانب أو من أصول أجنبية.
كانت إدارة المهرجان قد قررت بعد انتقاد توجيه دعوات لساسة من حزب البديل من أجل ألمانيا لحضور حفل افتتاح المهرجان، إلغاء هذه الدعوات الموجهة لممثلي الحزب اليميني الشعبوي.
وأوضحت إدارة مهرجان برلين السينمائي أنه كان من المهم أخذ موقف لا لبس فيه لصالح دعم الديمقراطية المفتوحة بالذات في ضوء ما تم الكشف عنه خلال الأسابيع الماضية من مواقف ضد الديمقراطية (من جانب حزب البديل)
وقالت الرئاسة الثنائية للمهرجان، ماريته ريزنبيك وكارلو شاتريان، في بيان: “لذلك، قمنا اليوم كتابيا بإلغاء الدعوات الموجهة إلى جميع الساسة من حزب البديل الذين تمت دعوتهم سابقا، وأبلغناهم بأنهم غير مرحب بهم في مهرجان برلين”.
وأضافت القيادة الثنائية للمهرجان أن حزب البديل والعديد من أعضائه لديهم وجهات نظر تتعارض بشدة مع القيم الأساسية للديمقراطية، مشيرة إلى أن برليناله يرغب في الأوقات التي دخل فيها أشخاص متطرفون يمينيون إلى البرلمانات، في اتخاذ موقف واضح.
وكان توجيه الدعوة إلى “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف لحضور افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ74 في 15 فبراير/شباط الجاري غضب العديد من الفنانين المشاركين في الحدث العالمي، وكان 250 شخصا من العاملين في صناعة السينما بألمانيا قد وقعوا بيانا يدين الدعوة، ولكنه حذف وفقا لموقع “ديدلاين” بسبب الخوف من رد فعل الحزب وانتقام الموقعين على البيان.
وقدمت وكانت إدارة المهرجان يوم الأحد الماضي توضيحا حول خلفية الدعوات حيث ذكرت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن كلا من مفوضة الحكومة الاتحادية لشؤون الثقافة ووسائل الإعلام وحكومة ولاية برلين تتلقيان حصصًا من الدعوات لحضور مهرجان برليناله، ويتم توزيع هذه الدعوات على الأعضاء المنتخبين ديمقراطيا من جميع الأحزاب في البرلمان الألماني وبرلمان ولاية برلين.
ويحتل حزب “البديل من أجل ألمانيا” حاليا المركز الثاني في استطلاعات الرأي في ألمانيا، لكن مئات الآلاف خرجوا إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة للاحتجاج على الحزب الذي وُصفت أيديولوجيته بأنها مناهضة للإسلام ومعادية للهجرة.
ويأتي مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ74 بمجموعة من أبرز الإنتاجات السينمائية في العالم في مسابقته الرسمية، والتي تضم فيلما أميركيا واحدا للافتتاح و6 أفلام بإخراج نسائي وفيلما إيرانيا واحدا.