أعلنت السلطات التونسية أن 13 مهاجرا سودانيا على الأقل لقوا حتفهم ويعتقد أن 27 آخرين في عداد المفقودين بعد غرق قاربهم المعدني الصغير قبالة الساحل التونسي، فيما يبدو أنها محاولة هروب جديدة من جحيم الحرب الأهلية المشتعلة في السودان، للوصول إلى أوروبا.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان الماضي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى نزوح 7,1 مليون شخص. فيما وصفت المنظمة الأممية هذه الحرب بـ “أكبر أزمة نزوح في العالم”.
وقال المتحدث باسم محكمة سوسة والمنستير فريد بن جها، يوم الخميس 9 فبراير/شباط لوسائل الإعلام، إن خفر السواحل التونسي تمكن من إنقاذ شخصين فقط من القارب المنقلب على بعد تسعة أميال قبالة سواحل ميناء الشابة، ويبحث عن المفقودين.
وقال الناجون إن إجمالي 42 شخصًا كانوا على متن القارب، جميعهم من السودان.
وأضافوا أن المجموعة غادرت من ساحل صفاقس القريبة، يوم الأربعاء، وهي نقطة انطلاق شائعة لرحلات القوارب غير القانونية عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا.
وقال بن جها إن القارب غرق بعد وقت قصير من إبحاره إلى البحر.
وتواجه تونس منذ العام الماضي موجة قياسية من الهجرة وكوارث متكررة من غرق قوارب المهاجرين من أفريقيا جنوبي الصحراء والتي تسعى للإبحار نحو السواحل الإيطالية.
وحلت تونس محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر والصراع في أفريقيا والشرق الأوسط بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.
والشهر الماضي، أعلنت السلطات التونسية فقدان نحو 40 مهاجرا تونسيا بعد أن انطلقوا على متن قارب باتجاه الساحل الإيطالي.
ويقول مسؤولون إن خفر السواحل التونسي انتشل خلال عام 2023 بأكمله ما يقرب من 1000 جثة لمهاجرين غرقى قبالة سواحله، مما يمثل عددا غير مسبوق من الضحايا قبالة سواحل البلاد.
ودق نشطاء الهجرة ناقوس الخطر الشهر الماضي بشأن عمليات الطرد الجماعي والاعتقالات التعسفية للمهاجرين في تونس، حيث تشهد السلطات وصول المزيد من المهاجرين لمحاولات عبور البحر الأبيض المتوسط من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى أوروبا.
واستشهد “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” بروايات شهود تشير إلى أن الوضع أصبح مأساويًا بشكل خاص حول حدود تونس مع ليبيا والجزائر، وكذلك حول صفاقس، ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، والتي تبعد 117 ميلاً عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.