افتتحت وزيرة التنمية الألمانية مركز هجرة ثالث، في دولة نيجيريا غرب أفريقيا ضمن سلسلة مراكز الهجرة الجديدة، بهدف الحد من الهجرة غير النظامية وتقديم المشورة والتوجيه للأشخاص الذين يرغبون في العمل في ألمانيا.
وزارت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سفينيا شولتسه العاصمة النيجيرية أبوجا يوم الثلاثاء 6 فبراير/ شباط، وافتتحت “مركز هجرة” جديد في مدينة نيانيا القريبة من العاصمة، حسبما ذكر موقع “مهاجر نيوز”
ويعتبر المرفق الجديد مركز الهجرة الثالث لألمانيا في نيجيريا، إذ يوجد مركزان آخران في كل من مدينة بنين ولاغوس.
وأدلت شولتسه خلال افتتاح المركز بتصريح، وفقا لبيان صحفي صادر عن الوزارة قالت خلاله إن “نيجيريا لديها مصلحة في فتح طرق قانونية أمام هجرة العمال. إننا نريد الحد من الهجرة غير القانونية بشكل أكبر. سوف يكون العمل معا ناجحا، خاصة عندما نقدم المعلومات الصحيحة للناس. هناك الكثير من الشباب المتحمسين في نيجيريا الذين يفكرون في الهجرة، نطمح للتعاون مع نيجيريا والوصول إلى هؤلاء الأشخاص ومساعدتهم ليتمكنوا من اتخاذ أفضل القرارات لمستقبلهم، وليس على أساس أخبار كاذبة أو توقعات غير واقعية”.
وأوضحت أن للمركز مهمتين أساسيتين، أولاهما تتمثل في تقديم المشورة للنيجيريين الراغبين في العثور على عمل في ألمانيا. وثانيهما، تقديم الدعم للنيجيريين الذين اضطروا إلى مغادرة ألمانيا بسبب انتهاء صلاحية تأشيراتهم أو رفضها.
ويعد دعم العائدين جزءًا مهمًا من سياسات الهجرة في العديد من الدول الأوروبية. وغالبا ما يتم كتابتها في الاتفاقيات الموقعة مع بلدان المهاجرين الأصلية، لتسهيل عمليات العودة. وتعد مراكز الهجرة جزءًا من استراتيجية ألمانيا الخاصة لتوقيع المزيد من اتفاقيات العودة مع مختلف البلدان حول العالم.
وأوضح البيان الصحفي الصادر عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، أنه سيتم أيضًا تقديم تدريبات ودورات لغة ألمانية في المركز، وأن الموظفين سيعملون على توعية المهاجرين المحتملين بمخاطر طرق الهجرة السرية إلى أوروبا.
ووتابع أن المركز سيساعد، كذلك، في تعريف الأشخاص بأنواع المهارات اللازمة للحصول على الوظائف الشاغرة في أوروبا، وأيضا منحهم تدريبات مناسبة للحصول على الوظائف المتوفرة في نيجيريا، حسبما جاء في البيان الصحفي للوزارة.
وتعد نيجيريا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 220 مليون نسمة، أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، والعدد في نمو مضطرد. وتتوقع الأمم المتحدة أن يتضاعف عدد سكان نيجيريا إلى حوالي 400 مليون بحلول عام 2050.
وقد أنشأت ألمانيا مراكز هجرة مماثلة في مصر وغانا والعراق والمغرب وباكستان وتونس والأردن. وذكرت وسائل إعلام، أن الاستعدادات بدأت أيضًا لإنشاء أخرى مشابهة في إندونيسيا.
وأثناء وجودها في نيجيريا، أعربت الوزيرة شولتسه عن أملها في معالجة العديد من القضايا المهمة مع نظرائها، بما في ذلك موضوع الانقلابات العسكرية الأخيرة في الدول المجاورة لنيجيريا، مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وخلال زيارتها، التقت شولتسه برئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عمر توراي في أبوجا. وتعد النيجر ومالي وبوركينا فاسو من بين أفقر البلدان في العالم. كما سعت الأنظمة العسكرية الجديدة في هذه البلدان إلى الابتعاد عن الغرب، وخاصة عن فرنسا، المستعمر السابق لها، لكن بابتعادها عن الغرب، صارت أقرب إلى روسيا.
ويُنظر إلى البلدان الثلاثة، وخاصة النيجر، على أنها بلدان عبور للمهاجرين، وأغلب هؤلاء من نيجيريا ودول غرب إفريقيا مثل السنغال وساحل العاج وغينيا وغامبيا. وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الدول الغربية، مثل ألمانيا، تعمل جاهدة لمحاولة إصلاح الجسور بين الجيران وتقديم الدعم للحكومات الشرعية.
وسبق أن زار المستشار الألماني أولاف شولتس أيضا نيجيريا والمنطقة للأسباب ذاتها في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال شولتس في تصريح صحفي حينها، “إن حل المشاكل العالمية سيعتمد في المستقبل أكثر فأكثر على دول مثل نيجيريا. وفي الوقت نفسه، ستحظى نيجيريا بأهمية كبيرة بالنسبة لدولة تعتمد على التصدير مثل ألمانيا”.