عثر خفر السواحل التونسي على قارب قبالة بلدة جرجيس وسط تونس، وفيه جثث تسعة مهاجرين، موضحاً أن القارب كان يحمل أكثر من 50 مهاجراً متجها صوب أوروبا، وذلك بعد أقل من أسبوع من الإعلان عن مقتل 13 لاجئا سودانيا غرقا، فيما يبدو أنها محاولات مستميتة من الشباب الأفريقي للهروب من جحيم الفقر والحروب الأهلية.
وأعلن الحرس الوطني التونسي يوم الخميس 15 فبراير/شباط، أن تسعة مهاجرين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا سرا لقوا حتفهم في قارب انجرف قبالة الساحل التونس، حسب وسائل إعلام تونسية.
وعثرت قوات خفر السواحل التونسية، على القارب قبالة بلدة جرجيس وسط تونس، موضحة أنه كان يحمل أكثر من 50 مهاجراً من جنسيات مختلفة وأنه انطلق من “شواطئ دولة مجاورة”، حسبما أفاد المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبالي لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبحسب وسائل إعلام تونسية، فإن القارب انطلق من الساحل الليبي
وقال الأسعد هور، المتحدث باسم مكتب المدعي العام في ولاية مدنين، التي تضم جرجيس، والذي فتح تحقيقا في الحادث، إن تسعة مهاجرين كانوا على متن القارب المنجرف لقوا حتفهم.
وأضاف السيد هور ، “من المحتمل جداً أن يكونوا قد ماتوا اختناقاً برائحة الوقود في قاع هذا القارب المؤقت”، موضحاً أن من بين المهاجرين، وجميعهم رجال، مصريون وسوريون وباكستانيون وبنغلاديشيون.
وتعتبر السواحل الليبية والتونسية نقاط الانطلاق الرئيسية لقوارب المهاجرين باتجاه السواحل الأوروبية. وكثيراً ما تتعطل القوارب التي تغادر الساحل الليبي قبالة الساحل التونسي.
وأعلن خفر السواحل التونسي، الاثنين 12 فبراير/شباط، اختفاء 17 مهاجراً تونسياً في البحر، كانوا قد غادروا قبل أسبوع من منطقة بنزرت شمال البلاد، وكان من بينهم “قاصر وأب وامرأة” وفقاً للسلطات.
في 8 فبراير/شباط، توفي 13 لاجئاً سودانياً وما زال 27 آخرون في عداد المفقودين بعد غرق قاربهم المؤقت قبالة الساحل بالقرب من صفاقس، في شرق وسط تونس، في محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا، التي تبعد أقرب سواحلها أقل من 150 كيلومتراً.
وتواجه تونس منذ العام الماضي موجة قياسية من الهجرة وكوارث متكررة من غرق قوارب المهاجرين من أفريقيا جنوبي الصحراء والتي تسعى للإبحار نحو السواحل الإيطالية.
وحلت تونس محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر والصراع في أفريقيا والشرق الأوسط بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.
والشهر الماضي، أعلنت السلطات التونسية فقدان نحو 40 مهاجرا تونسيا بعد أن انطلقوا على متن قارب باتجاه الساحل الإيطالي.
ويقول مسؤولون إن خفر السواحل التونسي انتشل خلال عام 2023 بأكمله ما يقرب من 1000 جثة لمهاجرين غرقى قبالة سواحله، مما يمثل عددا غير مسبوق من الضحايا قبالة سواحل البلاد.
ودق نشطاء الهجرة ناقوس الخطر الشهر الماضي بشأن عمليات الطرد الجماعي والاعتقالات التعسفية للمهاجرين في تونس، حيث تشهد السلطات وصول المزيد من المهاجرين لمحاولات عبور البحر الأبيض المتوسط من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى أوروبا.
واستشهد “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” بروايات شهود تشير إلى أن الوضع أصبح مأساويًا بشكل خاص حول حدود تونس مع ليبيا والجزائر، وكذلك حول صفاقس، ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، والتي تبعد 117 ميلاً عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.