شهد مطار فرنكفورت بعد ظهر الخميس حالة درامية انتهت بوقف ترحيل اللاجئ الإيراني إحسان م. البالغ من العمر 43 عام، والمعروف إعلاميا بعامل أمازون، ومنحه فترة سماح جديدة، وكان من المقرر أن يتم الترحيل من شوابيا إلي إيران. قمة التصاعد الدرامي للقصة بدأت بعد صعود إحسان بالفعل إلي الطائرة المتجه إلي إيران، لكنه قام فجأة وهرب باتجاه المطار، وظل يجري بلا توقف حتي اضطرت الشرطة الفيدرالية إلي تقييده، وطبقا للمتحدث باسم الشرطة، فأن إيقافه وتقيده تما دون مقاومة وبإرادته، وكان إحسان في حالة رعب شديد من العودة لإيران، حيث يؤكد شقيقه المقيم في المانيا إلي مشاركة إحسان في مظاهرات ضد النظام الإيراني.
وحسب الشرطة الفيدرالية، فأن أمر الاحتجاز قبل الترحيل قد أنتهي لفوات موعد الترحيل، وقالت المحامية فيليسيتاس موهلر، لوكالة الانباء الالمانية ” أنه بعد فشل الترحيل، يمكن لموكلها أن يحظى بفرصة البقاء من خلال لجنة المشقة البافارية، والتي يمكنها إعادة تقييم المصائر الفردية الصعبة بشكل خاص، مع أخذ المخاوف الإنسانية والاجتماعية والسياسية في الاعتبار”.
وكان الاحتجاز للترحيل قد تم الاسبوع الماضي، بعد رفض طلب اللجوء المقدم منذ 2019. حيث يقيم من وقتها في منطقة الغاو بإقامة تسامح، وكان يعمل بدوام كامل في مركز أمازون اللوجستي بالقرب من أوغسيورغ، وكان يجيد اللغة الالمانية، وطبقا لمحاميته فلا تعرف ما سوف يحدث لعمله بعد فشل عملية الترحيل، فبعد التسامح الجديد عليه الانتقال إلي أماكن إقامة حكومية.
ووصف ستيفان دونفالد من مجلس اللاجئين البفاري، عملية الترحيل الفاشلة بالصادمة، وقال دونفالد لوكالة الانباء الالمانية ” أن الشاب الإيراني قد تخلي عن جواز سفره، وكان لديه وظيفة دائمة في امازون، وكان يجيد اللغة الالمانية، وكانت لديه دائرة من الاصدقاء وأخ يقيم معه ” ووصف دونفالد حالة المهاجر الإيراني بالمثال الحي علي الحالات الأخرى التي يتم فيها ترحيل العمال المندمجين بشكل جيد، والذين يعملوا بجد في بفاريا، وأن الاقتصاد يتضرر في بفاريا من أجل الانغماس في الشعبوية الرخيصة.
وكانت عملية الترحيل قد تعرضت لانتقادات شديدة، حيث تصنف السلطات الالمانية الوضع الامني في إيران بالحرج، منذ وفاة جينا ماهسا أميني في 2022. نتيجة العنف الحكومي واسع النطاق ضد المتظاهرين، وقد قتل في المظاهرات في نفس العام 551 متظاهر علي إيدي قوات الامن الإيرانية، حيث قتلوا جميعا بإطلاق النار عليهم، وهو ما وصفه خبراء الامم المتحدة بالهجوم المنهجي ضد السكان المدنيين.
وكانت المانيا قد قررت وقف عمليات الترحيل إلي الدول الاستبدادية من أكتوبر 2022 حتي ديسمبر 2023. لكن القرار لم يجدد، لذا اصبحت عمليات الترحيل إلي إيران ممكنة منذ يناير 2024. وتم بالفعل ترحيل اربعة لاجئين منهم أثنين ارتكبا جرائم جنائية، وكان من المفترض أن يكون إحسان هو الخامس
ومن الغريب أن وزارة الداخلية الالمانية رأت، أن وضع حقوق الإنسان في إيران لم يتحسن من الاحتجاجات علي وفاة أميني، وكانت منظمة حقوق الإنسان ” بروأسيل ” قد انتقدت انهاء حظر الترحيل دون تمديده، وكان مطار فرنكفورت قد شهد مظاهرة احتجاجية صغيرة لعدد من رافضي الترحيل المخطط لإحسان، بدئها الناشط الإيراني الحقوقي المنفي بهروز أسدي، الذي قال بعد حادثة المطار” أنه من دواعي الارتياح الكبير أن إحسان لم يتم ترحيله اليوم، وأن إيران ليست دولة أمنه”.