كشفت قضية مهاجرين من فيتنام تنظر أمام محكمة هامبورغ ، عن الادوات التي تستخدمها عصابات تهريب المهاجرين من فيتنام إلي المانيا، وهي قضية قديمة حدثت منذ سنوات تخص سيدة اسمها ثي ن، ومتهمة بإغراء مواطنين من فيتنام بالهجرة إلي المانيا باستخدام وعود كاذبة.
والمتهمة التي تبلغ 46 عام، واجهت اتهام بتقديم وعود للفيتناميين بتسهيل حصولهم علي تأشيرة دخول المانيا عن طريق عقود التدريب مقابل عدة الاف من اليورو، حيث تتمتع المانيا بسمعة جيدة في فيتنام، ويرغب الكثير من الفيتناميين بالعمل في المانيا، ويتم استغلالهم من قبل المهربين الذين يرسلوا ضحاياهم في رحلة طويلة وشديدة الخطورة، كما تحاول العديد من الشركات الألمانية سد النقص في المهارات في المتدربين الاجانب، حيث يبرموا اتفاقات لجلب عمال مهرة من فيتنام.
وتستفيد الشركات في شرق المانيا من هذا الوضع بشكل خاص، حيث سبق وأبرمت المانيا الديمقراطية اتفاقيات عمال متعاقدين مع الدول الشيوعية، ومن أثار تلك الاتفاقات وجود العديد من الشركات في تورينجبا يديرها فيتناميون، ويلتقي المتدربون من فيتنام بمواطنيهم في مسكنهم الجديد مما يساعدهم في التوظيف.
وطبقا لما ورد بالقضية، تلقت المتهمة تحويلات مبلغ 7000 يورو من فيتناميين، وقامت هي بصياغة عقود مزعومة مع مرافق رعاية في هامبورغ والمناطق المحيطة بها، وارسلتها للأشخاص وطلبت منهم التقدم للحصول علي تأشيرة دخول المانيا من البعثة الدبلوماسية الألمانية في هانوي.
وكشفت التحقيقات أن مراكز الرعاية لم تكن علي علم بالمتدربين الجدد من فيتنام، كما لاحظ المسؤولون في البعثة الدبلوماسية في هانوي وجود مخالفات ولم تمنح تأشيرة الدخول، وبالطبع لم يسترد هؤلاء الأشخاص أموالهم.
وطبقا لمكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية فإن العقود المزورة ليست الطريقة الوحيدة لعصابات التهريب، فهناك طرق أخري منها استخدام المجندين في فيتنام، حيث يتم الاتصال الأول من خلال العائلة أو الأصدقاء ويتم وعد الضحايا بفرص دخول غير واقعية إلي المانيا، ووعدهم بظروف معيشية جيدة وفرص عمل في أوروبا.
ويقيم المهربون علاقات قوية مع الضحايا واسرهم، فوفقا لمكتب مكافحة الإرهاب. ينظر الضحايا وأسرهم للمهربين بوصفهم اصدقاء أو مساعدين، ونادرا ما يلجأ الضحايا للسلطات الأمنية، رغم أن المبالغ التي يحصل عليها المهربين كبيرة جدا وتصل لعشرات الاف اليورو، ويتم الحصول علي وثائق السفر والتأشيرات باستخدام وسائق مزورة، بالإضافة للحصول علي دعوات وعقود تدريب مزورة.
وتبدء رحلة التهريب من فيتنام لموسكو، حيث ينقل المهربون الضحايا إلي أوروبا في شاحنات صغيرة عبر رومانيا أو سلوفاكيا، وبعض المهاجرين يركبون شاحنات في محطات خدمة الطرق السريعة للوصول إلي بريطانيا، وسبق العثور علي 39 فيتناميا مختنقين في شاحنة في إنجلترا عام 2019.
وتعد ولايتي برلين و لايبزيغ مركزا للمهربين الفيتناميين، حيث يوجد مركز تسوق يضم 350 متجرا، وعشرات المحلات التجارية يديروها الفيتناميون، ويفترض مكتب الشرطة الجنائية الدولية، أن الاشخاص الذين يتم تهريبهم يعملوا بشكل غير قانوني في صالونات العناية بالبشرة، ومطاعم اللحوم، وصناعات النسيج والتنظيف، ويوجد اشتباه في الدعارة القصرية.