يعمل الاتحاد الأوربي علي توقيع اتفاق مع لبنان بقيمة مليون يورو لتقليل عدد اللاجئين السوريين في أوربا، وبحسب وكالة الأنباء الالمانية، يخطط الاتحاد الأوربي لوقف تدفق اللاجئين السوريين القادمين من لبنان، وتهدف الصفقة إلي إنفاق الاتحاد الأوربي مليار يورو لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في لبنان، بالإضافة لدعم القوات المسلحة اللبنانية لمكافحة عصابات التهريب.
ويتضمن الاتفاق المقترح، تسهيل الهجرة القانونية، وحسب المسئولين في الاتحاد الاوربي، ستتوجه رئيسة المفوضية أرسولا فون دير لاين بزيارة إلي لبنان الرئيس القبرصي، للإعلان عن حزمة الدعم، وتأتي تلك التحركات نتيجة شكاوي الحكومة القبرصية من تزايد أعداد اللاجئين السوريين القادمين من لبنان، وطلب قبرص من الاتحاد الأوربي التحرك للحد من اللجوء غير المنظم.
وطبقا لحكومة قبرص ، فإن اللاجئين يصلوا إلي قبرص بالقوارب كل يوم تقريبا خلال الاشهر الأخيرة لقرب المسافة ، وبلغ عدد اللاجئين الواصلين منذ بداية العام علي 4000 مهاجر.
ورغم أن هذا العدد من المهاجرين أقل من القادمين بالقوارب من دول شمال إفريقيا إلي إيطاليا واسبانيا واليونان، لكن الاعداد الواصلة إلي قبرص تعد كبيرة بالمقارنة لعدد السكان، وتعاني قبرص من زيادة طلبات اللجوء، وازدحام مخيمات اللاجئين، وكما العن رئيسا قبل اسابيع، بأن قبرص ليست في وضع يسمح لها باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين.
وقد وعدت رئيسة المفوضية الأوربية بمساعدة قبرص وقالت ” نحن الأوربيين الذين نقرر من يأتي إلي أوربا وتحت أي ظروف، وليس المهربين والمتاجرين بالبشر والعصابات المنظمة ” واشارة رئيسة المفوضية للاتفاقات الموقعة مع مصر وتونس، حيث تلتزم الدولتين بوقف الهجرة غير المنظمة إلي الاتحاد الأوربي مقابل مساعدات مالية تصل للمليارات، وطبقا لمقترح الاتفاق مع لبنان فالمبلغ المخصص يبلغ مليار يورو حتي 2027. وستحصل لبنان علي الدفعة الأولي بداية الصيف.
وتعد لبنان من البلاد التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، حيث يوجد بها 1.5 مليون لاجئ، كما تعاني لبنان من أزمة اقتصادية ومالية كبيرة، ومن المشكوك فيه أن تكفي المبالغ المقترحة من الاتحاد الأوربي لتحسين الوضع في لبنان، حيث ولدت الأزمة الاقتصادية اتجاهات سلبية معادية للسوريين، ويعاني الكثير من اللاجئين السوريين من الخوف علي عائلاتهم، كما يعاني اللاجئين من التمييز علي المستوي الرسمي طبقا لنشطاء حقوق الإنسان، حيث أفادت هيومن رايتس ووتش بقيام السلطات اللبنانية باعتقال وتعذيب عدد من اللاجئين لإجبارهم علي العودة لسوريا.
كما تعاني لبنان من أوضاع سياسية غير مستقرة، حيث لا يوجد حتي الأن رئيس للدولة، وهناك صراع بين المكونات السياسية علي السلطة، بالإضافة للصراع العسكري بين حزب الله وإسرائيل، والقابل للتفاقم والتوسع في أي لحظة.
وطبقا لرياض قهوجي مدير معهد الشرق الأدنى ، فإن الاتحاد الأوربي يرتكب خطا كبير في لبنان، حيث تتمتع البلاد بتاريخ طويل من المشاكل الناجمة عن الصراعات الطائفية، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلي فراغ في السلطة، وحسب قهوجي فإن لبنان غير مستعدة لاستقبال لاجئين، وأن السياسيين اللبنانيين الذين يتلقون أموال الاتحاد الأوربي، هم انفسهم سوف يعتلوا المنابر ويطالبوا بطرد السوريين من البلاد، وأن اعتقاد الاتحاد الأوربي بأن لبنان قادرة علي وقف تدفق اللاجئين إلي أوربا هو وهم