يقدم حزب الخضرنفسه في ألمانيا باعتباره حزب ضد التحول إلي اليمين، ومن أجل الحفاظ علي الديمقراطية الألمانية والحفاظ علي الطبيعة الخضراء، ويتجنب الخضر في أغلب الأحيان الحديث عن سياسة اللجوء، لكن في ظل تصاعد اليمين الأوربي وتشديد الاتحاد الأوربي لسياسة الهجرة، أصبحت قضية اللجوء مطروحة بقوة ويصعب تجاهلها.
وقد عقد الحزب مؤتمره الحزبي المصغر في مدينة بوتسدام، والذي يطلق عليه ” مجلس الدولة ” وكانت سياسة اللجوء هي الموضوع الاساسي للمؤتمر السابق الذي عقد في 2023. وهذا العام فرضت سياسة اللجوء نفسها علي مؤتمر الحزب، حيث قدمت مجموعة العمل الفيدرالية للهجرة والطيران، والتي يشارك فيها أعضاء من الحزب، طلبا ضد الاستعانة بمصادر خارجية لإجراءات اللجوء في دولة ثالثة مثل رواندا.
وتضمن الطلب نقدا لاذعا لصفقة اللاجئين التي تعمل رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا علي تنفيذها مع لبنان، والتي تهدف لإعادة اللاجئين السوريين إلي سوريا، واقترحت المجموعة برنامج قبول فيدرالي يمكن مجموعات من اللاجئين السوريين من القدوم غلي ألمانيا بدلا من إعادتهم لسوريا.
ومن الغريب أن الحزب قد سحب الطلب قبل بدء عمل مجلس الولاية، ويفسر البعض ذلك بعدم رغبة الحزب في تصدر عناوين الصحف بسبب الجدل حول سياسة الهجرة قبل أيام من الانتخابات الأوربية، فمن الوارد أن يفسر موقف الحزب بأنه يدعوا إلي السماح بتدفق المزيد من اللاجئين إلي ألمانيا.
وأكتفي الحزب بتمرير الاقتراح الرئيسي الذي تم الاتفاق عليه مع المجلس التنفيذي الفيدرالي، ويتلخص الموقف الرئيسي للحزب في أن نموذج رواندا غير إنساني ولا يمكن أن يحتذي به، ومن الوارد أن يعيد الحزب طرح موقفه في حالة بدء مفاوضات الائتلاف مع حزب الشعب الأوربي بعد الانتخابات، خاصة أن حزب الشعب الأوربي يتبني نفس الموقف تقريبا، وقد يضطر الخضر لتقديم تنازلات في سياسة اللجوء مستقبلا في مؤتمر الحزب الرئيسي خريف هذا العام.
ويحاول الحزب في ظل أجواء الانتخابات الحفاظ علي رؤيته الاساسية، والتي تعني رفض أي صفقة تعرض حقوق الإنسان للخطر، وهي الرؤية العامة التي لا تلقي انتقادات أو جدل حولها، فقد أعلنت سفينيا بورغشولت رئيسة الحزب في برلين ورئيسة منظمة الهجرة واللاجئين في المؤتمر، انه يجب علي الخضر معارضة كل صفقة تنتهك حقوق الإنسان، وتوجهت بورغشولت بالشكر لمجموعة الخضر في البرلمان الأوربي التي دافعت عن قيم الحزب الثابتة، والتي يجب أن تظل ثابتة في المستقبل.
ولا يتوقع الحزب تحقيق نتائج كبيرة في الانتخابات الأوربية هذه المرة، وكان قد حصل في الانتخابات السابقة 2019 علي 20% من الأصوات، ففي المرة السابقة دعمت حركة ” أيام الجمعة من أجل المستقبل ” الخضر بقوة في الانتخابات وكانت قضية حماية المناخ تحظي بتأييد كبير علي المستوي الأوربي، لكن هذه المرة يتوقع الحزب الحصول علي 14% فقط من الأصوات.