تجمع الاف الاشخاص من المناهضين للعنصرية أمام مراكز استشارات اللاجئين في 30 مدينة للتظاهر السلمي وحماية اللاجئين، وجاء ذلك بعد انتشار دعوات من اليمين المتطرف بتنظيم احتجاجات أمام مراكز استشارات اللاجئين، وقد رفعت عدد من المظاهرات لافتات مكتوب عليها ” مرحبا باللاجئين. أوقفوا اليمين المتطرف ” وذلك في مواجهة تجمعات محدودة من المتطرفين اليمينيين، كما تواجدت الشرطة بكثافة للفصل بين المجموعتين.وكانت الشرطة قد توقعت حدوث أعمال عنف عقب انتشار دعوات اليمين المتطرف لتنظيم احتجاجات أمام مراكز استشارات اللاجئين، لكن تدفق الالاف من المواطنين للوقوف أمام تلك المراكز في مظاهرات سلمية مناهضة للعنصرية ساهم في عدم حدوث حالات عنف خطيرة. وكانت حادثة مقتل ثلاث فتيات علي يد شاب يبلغ 17لا عام في ساوثبورت شمال انجلترا، قد أثارت موجه من الاحتجاجات واعمال العنف من اليمين المتطرف، وذلك بعد نشر إشاعة كاذبة بأن القاتل لاجئ سوري، وقام انصار اليمين المتطرف بمحاصرة المساجد ومهاجمة منازل طالبي اللجوء والاعتداء علي رجال الشرطة، وفي نفس الوقت خرجت مظاهرات مناهضة للعنصرية لكنها كانت أصغر حجما في البداية.
لكن الوضع انقلب بعد ذلك، حيث تجمع الالاف من المناهضين للعنصرية في مظاهرات ضد اليمين المتطرف في عدد من المدن الانجليزية منها لندن وليفربول وبريستول وبرايتون وبرمنغهام، وفي نفس الوقت تراجعت مظاهرات اليمين المتطرف حيث لم تضم سوي اعداد قليلة.
وطبقا لتقارير إعلامية، فقد حدثت حالات قليلة من الاشتباكات بين المجموعتين من المتظاهرين، وقد صرح رئيس شرطة لندن مارك رولي لبي بي سي، باعتقال بعض المجرمين الذين حاولوا إثارة الشغب، وقال رولي ” كانت الليلة سلمية للغاية ” وكان رئيس الوزراء كير ستارمر قد أمر بزيادة تواجد الشرطة ونشر 6000 من الشرطة الخاصة علي مستوي البلاد، وقد صدرت أوامر بغلق العديد من المحالات مبكرا وتحصين النوافذ.
وقد أصدرت المحاكم أحكام سريعة بسجن عدد من مثيري الشغب، وقد حكم علي أحدهم بالسجن ثلاث سنوات، وقد صرح ستارمر بأن الحكومة ستستخدم القوة الكاملة للقانون وإجراء محاكمات سريعة وعقوبات كبيرة، وقد قامت الشرطة خلال مظاهرات اليمين المتطرف باعتقال أكثر من 420 شخص، وطبقا لتصريحات وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، فإن المعتقلين قد يواجهون اتهامات بجرائم إرهابية.
وقد قررت الحكومة إغلاق خدمة تليجرام حيث لعبت مجموعات الدردشة علي الموقع دور كبير في حشد المتظاهرين اليمينيين خلال الأيام الماضية، وكان للمتطرف اليميني المثير للجدل أندرو تيت مؤسس جماعة الدفاع الإنجليزية المتطرفة، وتومي روبنسون الذي يحظى بشعبية كبيرة علي موقع تليجرام، دورا كبيرا في نشر الرسائل الداعية لأعمال الشغب، حيث نشرت أخبار كاذبة عن شخصية المتهم بقتل الفتيات الثلاث بانه لاجئ سوري في حين أعلنت الشرطة أنه مواطن بريطاني من أبوين من رواندا.