وبدأت موجات الهجرة من ساحل إفريقيا الغربي إلي جزر الكناري في 1994، وشهد عام 2006 وصول أول موجه هجرة كبيرة بلغت 31.678 مهاجرا إلي جزر الكناري، ومنذ 2006 وحتي الأن سجلت وزارة الداخلية الإسبانية وصول أكثر من 200 ألف مهاجر إلي الجزر.
وتقع جزر الكناري علي بعد 62 ميل بحري من شمال إفريقيا، ويمتد الطريق من مدينة طرفاية المغربية وجزيرة فويرتيفنتورا، وهو طريق في غاية الخطورة علي المهاجرين الذين يستخدمون قوارب متهالكة للوصول إلي الجزر، فطبقا لأحد المهاجرين الذين استخدموا هذا الطريق في 2016 وكان عمره وقتها 13 عام ” عندما تصعد علي متن القارب، أول ما تفكر فيه هو الموت “، ووصف المهاجر أيام الرحلة الحادية عشر بالجحيم.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة عدد من ماتوا علي الطريق منذ 2014، بأكثر من 4857 شخص، في حين تقدر منظمة حقوق المهاجرين ( كاميناندو فرونتيراس ) أعداد من فقدوا حياتهم علي طريق الجزر منذ 2018 بأكثر من 18680 شخص.
وتعمل الحكومة الإسبانية علي توثيق علاقتها مع دول غرب إفريقيا لصد المهاجرين، وقد وقعت اتفاقات مع السنغال وموريتانيا للتعاون في ترحيل اللاجئين غير القانونيين، كما تدفع إسبانيا مبالغ كبيرة للبلدين لمنع المهاجرين من العبور إلي إسبانيا، وقد أدت الاتفاقات إلي تقليل أعداد المهاجرين حتي 2020، ولكن عادت الاعداد للزيادة منذ العام الماضي، وذلك بسبب الرقابة الصارمة علي طريق البحر المتوسط حيث أدي ذلك لدفع المهاجرين لسلوك طريق جزر الكناري.
وتعاني جزر الكناري منذ 2023، من تكدس مراكز استقبال المهاجرين خاصة من الاطفال غير المصحوبين بذويهم، والذين لا يسمح القانون بإعادتهم، وطالب زعيم الجزر كلافيجو من الاتحاد الأوربي ببذل مزيد من الجهد لتخفيف ضغط المهاجرين علي الجزر.
ويقوم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حاليا بزيارة ثلاث دول إفريقية، وهي غامبيا والسنغال وموريتانيا حيث يأتي من الدول الثلاث الاعداد الأكبر من المهاجرين، ويهدف سانشيز من الزيارة إلي دفع الدول الثلاث لتكثيف جهودها لمنع عبور المهاجرين.