حزر كبير مفتشي السجون في المملكة المتحدة تشارلي تايلور من تدهور أوضاع مراكز إبعاد اللاجئين علي مستوي المملكة، وأن استخدام الحكومة لتلك المراكز يمكن أن يسبب صدمة للاجئين الضعفاء، وقال تايلور ” إن التدهور المقلق في السلامة في مواقع مثل هارموندسوورث ويارلزو وود تمثل سببا رئيسيا للقلق “.
وتوجد في المملكة ثمانية مراكز رئيسية لإبعاد اللاجئين، وجميعها تلقت ملاحظات تعبر عن رصد المفتشين عن وجود مخاطر تحتاج إلي تصحيح عاجل، وطبقا لتحليل لصحيفة ” أوبزرفر ” تناول عمليات التفتيش علي تلك المراكز، فإن المفتشين سجلوا أكثر من أثني عشر مخاوف خطيرة ببعض المراكز، ولم يعمل المسؤولون علي معالجة أغلب تلك المخاوف.
وتستخدم السلطات مراكز الإبعاد لاحتجاز المهاجرين الذين ترفض طلبات لجوئهم قبل ترحيلهم خارج البلاد، لكن كثيرا ما تستخدم تلك المراكز لإيواء أشخاص يحصلون علي إطلاق صراحهم وإعادتهم للمجتمع، ويقيم هؤلاء الأشخاص بتلك المراكز لفترات طويلة تصل لعدة سنوات في بعض الأحيان.
وطبقا لتايلور، فقد وجد في كل عملية تفتيش لمراكز الاحتجاز الدولية أشخاص محتجزون لفترات أكثر مما ينبغي، وبعضهم يحتجز لسنوات دون مبرر، وفي مركز هارموندسوورث تم إطلاق سراح ثلثي المحتجزين مما يعني عدم وجود سبب لاحتجازهم، وقال تايلور ” إن حرمان شخص من حريته هو فعل خطير للغاية، ولا ينبغي احتجاز الأشخاص في مراكز الاحتجاز الدولية إلا عندما يكون احتمال إبعادهم عن البلاد وشيكا ”
وقد أصدر كبير مفتشي السجون الشهر الماضي تقريرا عن مركز هارموندسوورث، حيث وصف أوضاع الاحتجاز بانها ” مروعة حقا ” وانها الأسوأ في البلاد، وتضمن التقرير إفادة نصف المعتقلين البالغ 500 شخص عن شعورهم بالرغبة في الانتحار، وقد شهد المركز بالفعل العديد من حالات الانتحار كان احداها خلال عملية التفتيش التي استغرقت اسبوعين.
وطبقا لتقارير مفتشي السجون، فإن مركز الإبعاد كان متهالكا ومتداعيا، ولا توجد تدفئة حيث يضطر المحتجزون لارتداء المعاطف داخل الزنازين، كما رصد المفتشون تضاعف الاعتداءات علي المحتجزين خلال السنوات القليلة الماضية، وكان المسؤولون يعاقبون الأشخاص الذين يشتكون من اكتظاظ غرف النوم المشتركة بقضاء فترات في الحبس الاحتياطي حتي يوافقوا علي مشاركة غرفهم، كما رصد المفتشون تعرض المحتجزين لاعتداءات جسدية واستخدام مفرط للقوة، حيث تم فصل أحد الموظفين العام الماضي بسبب الاعتداء والتنمر والعنصرية.
وفي سجن يارلز وود في بيدفوردشاير، وجدت هيئة التفتيش أن السجن تدهور بشكل كبير جدا منذ أخر تفتيش قبل كوفيد، حيث زاد عدد المحتجزين، كما زادت الاحتجاجات بسبب فترات الاحتجاز الطويلة دون حدوث تقدم في قضايا الهجرة، وقد سجل المفتشون وجود أشخاص مفترض أن يطلق سراحهم لعدة شهور في انتظار الموافقات النهائية، كما سجل المفتشون وجود ثمانية أشخاص محتجزين لأكثر من عام.
وفي مركز احتجاز بروك هاوس، سجل المفتشون وجود العديد من الانتهاكات الموثقة، حيث تم استخدام قوة مفرطة ضد المحتجزين وحالات معاملة غير إنسانية، وقد أشار تحقيق حكومي عن المركز خلال العام الماضي عن وجود ” ثقافة سامة “.
وتعددت الانتهاكات في مراكز احتجاز أخري مثل مركز إنقاذ الطفولة في ديرونتسايد، وكذلك في سجن مورتوت هول في لينكولنشاير والذي تحول إلي سجن للمواطنين الأجانب.
وقد اعترفت وزارة الداخلية بوجود انتهاكات وعبرت عن قلقها من أوضاع مراكز الاحتجاز، وقال المتحدث باسم الوزارة ” نحن تأخذ صحة ورفاهية وسلامة الأشخاص الذين نرعاهم علي محمل الجد ومن الأهمية بمكان ان يتم الاحتجاز والترحيل بكرامة واحترام. نحن قلقون بشأن بعض النتائج الواردة في التقارير السابقة وندرك أن المعايير بحاجة إلي التحسن في جميع مرافق احتجاز المهاجرين. نحن ملتزمون باتخاذ خطوات قوية مستنيرة بنتائج التفتيشات “.