وطبقا لخبراء الهجرة، تعد إسبانيا نقطة ساخنة لدخول المهاجرين القادمين بالقوارب من دول غرب إفريقيا عبر المحيط الأطلسي، حيث تعد جزر الكناري ومدينتي سبنة ومليلية الإسبانيتين منافذ دخول مناسبة للمهاجرين بسبب تمتع المدينتين بالحكم الذاتي وقربهما من الحدود المغربية، وطبقا لبيانات البنك الدولي. تعد الحدود المغربية الإسبانية الأكثر تفاوتا في العالم من حيث مستوي الدخل، ففي الجهة الإسبانية يبلغ 32677 دولار أما من الجهة المغربية فيبلغ 3672 دولار فقط.
وقد أدي تدفق المهاجرين إلي ما أطلق عليه حزب تحالف جزر الكناري ” حالة طوارئ الهجرة ” وقد أعلن سانشيز عبر منصة X عن تخصيص ساعتين من عطلته لمعالجة حالة الطوارئ المتعلقة بالهجرة، وتعاني جزر الكناري خلال هذه الفترة من اختناق في استقبال القصر غير المصحوبين بذويهم حيث يعمل الموظفون علي إيواء 6000 طفل، وهو عدد يزيد عن ثلاث اضعاف سعة المراكز العامة.
أما في سبتة، فقد طلب المسؤولون المحليون مساعدة عاجلة من الحكومة للتعامل مع الوضع الصعب خاصة بعد وصول 416 من القصر غير المصحوبين بزويهم خلال أيام قليلة، ويزيد هذا العدد كثيرا عن قدرة استيعاب للمراكز التي تبلغ 130 قاصرا فقط.
وتثير قضية الهجرة جدلا واسعا في إسبانيا خاصة من جانب اليمين المتطرف ” حزب فوكس ” والذي يستخدم قضية الهجرة للضغط علي الحكومة التقدمية برئاسة بيدرو سانشيز، أما بقي أحزاب اليمين مثل حزب سالف الجديد، فتلقي باللوم علي الهجرة كسبب للعديد من المشاكل الاجتماعية خاصة المشاكل الأمنية، وقد اقترح ميغل تيلادو المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب اليميني في يوليو الماضي، بأن تطبق الحكومة تدابير جذرية للحد من الهجرة بما في ذلك نشر الجيش.
وتعمل مدريد علي تعزيز رسالة التضامن الاقتصادي للمساعدة في الحد من الهجرة غير القانونية، وتستثمر مدريد مبالغ كبيرة مع دول غرب إفريقيا المرسلة للمهاجرين، وسوف يقوم رئيس الوزراء بزيارة موريتانيا نهاية أغسطس 2024. وهي الزيارة الثانية خلال عام واحد.