يسعي نواب في البوندستاغ معارضون للإجراءات الجديدة في تشديد إجراءات اللجوء إلي مواجهة التراجع في سياسة اللجوء الألمانية المتسامحة مع الهجرة، وينتمي النواب المؤيدون للمهاجرين عدد من الاحزاب خاصة اليسار، فقد وجه 35 عضوا بالحزب الاشتراكي الديمقراطي انتقادات حادة لحزمة الإجراءات التي قررتها الحكومة الفيدرالية لمواجهة الهجرة، وهي الإجراءات التي صدرت عقب حوادث الهجوم التي قام بها طالبي لجوء خاصة حادثة سولينغن.
وتشمل حزمة الإجراءات الجديدة عدة تدابير تهدف للحد من الهجرة غير القانونية مثل تشديد مراقبة الحدود، وحظر حمل السكاكين، وتوسيع سلطة الجهات الأمنية، لكن حزمة التدابير تلك لم يتم إقرارها في البوندستاغ في سبتمبر بسبب انتقادات المعارضين وتم تأجيل المناقشات لمنتصف أكتوبر.
وقد نشر أعضاء من الحزب الاشتراكي رسالة مفتوحة تتضمن ردا علي مبررات الحكومة في تشديد سياسة اللجوء، ويطالبون بالالتزام بالقانون واتفاقات حقوق الإنسان، ويقود النواب رئيس لجنة القيم بالحزب جيسين شوان، وقد وقع علي الرسالة 13000 عضو من بينهم سياسيون كبار مثل كارامبا ديابي، ورشا نصر، وهاكان دمير.
ويسعي النواب إلي طمأنة طالبي اللجوء حيث قالوا برسالتهم ” نحن نشارككم حزنكم وعضبكم وشكوككم في ضوء الخطاب الحالي ” وأشارت رسالة النواب إلي حالة عدم اليقين التي سادت ألمانيا بعد حادثة سولينغن، لكنهم طالبوا بعدم الخلط بين القضايا الأمنية وسياسة الهجرة، وأن الحاجة إلي إجراءات ” نساهم بشكل حقيقي في تعزيز الأمن وليست إجراءات ضد المهاجرين، ويجب المضي قدما بحس التناسب والموازنة بشكل مسؤول بين الأمن والحريات المدنية “.
ويرفض النواب في رسالتهم بشكل خاص تخفيض مزايا اللجوء، وقيام الشرطة بعمليات تفتيش غير مبررة، كما يرفض النواب الرقابة الحدودية المشددة واحتجاز طالبي اللجوء علي الحدود، وسوف يعمل النواب علي منع إقرار هذه الإجراءات عند عرض الأمر علي البوندستاغ منتصف أكتوبر.
وتأخذ قيادة الحزب رسالة النواب بجدية كما صرح ديرك فيسي نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب، وأن قيادة الحزب تدرس مطالب المجموعة بنظرة فاحصة، وقال فيسي “الشمولية هنا لها أسبقية علي السرعة ” لكن فيسي أكد علي أن الأغلبية داخل الحزب تؤيد الإجراءات الجديدة التي يجب إقرارها في أسرع وقت ممكن.
وفي ذات السياق، تطالب المجموعة البرلمانية لحزب الخضر بإدخال تحسينات علي حزمة الإجراءات الأمنية، وقال نائب المجموعة البرلمانية للحزب كونستانتين فون نوتس ” أثيرت العديد من الأسئلة الأوربية والدستورية العميقة للغاية ” وأشار نوتس إلي وجود مفاوضات حاليا بشأن إصلاح الإجراءات الجديدة في مجموعات صغيرة من أحزاب تحالف إشارات المرور، وذلك لمعالجة الانتقادات التي وجهت للحزمة في جلسة الاستماع.
كما قال النائب البرلماني عن حزب الخضر جوليان بالكي ” إن الرياح تهب بقوة شديدة في نقاش الهجرة، وان القانون الدولي واتفاقية حقوق الإنسان يتعرضان للهجوم ” واشار بالكي إلي شعور النواب المهتمين بحقوق الإنسان بالعزلة.
كما أنتقد نواب من حزب الخضر دعم الوزيرين من الحزب روبرت هايبك وأنالبنا بيربوك للإجراءات الجديدة ضد الهجرة، كما شهد حزب الخضر مغادرة جماعية للجناح الشبابي بسبب عجز الحزب عن بناء قوة يسارية قوية لألمانيا، وهو الأمر الذي وصفه بالكي بأنه ” إشارة تحزير ” ويجب علي الخضر تغير مسارهم بشأن الهجرة.