وأقام مساعد اللاجئين لمدة عشرة أيام في بلغاريا ضمن مجموعة من المساعدين وخبراء اللجوء من منظمة اللجوء الكنسي، وكانت الغاية من ذلك هي التأكد من مدي صحة التقارير الكثيرة التي رصدت سوء أوضاع مراكز استقبال اللاجئين في بلغاريا، ومعرفة مدي سوء المعاملة التي يتلقها اللاجئين خاصة من سوريا وأفغانستان.
وقد ألتقت المجموعة الكنسية مع ممثلي السلطات البلغارية والمحامين ومساعدين من منظمات خيرية، بالإضافة للقاء عدد من اللاجئين في مركز هارمانلي الذي يعد أكبر مراكز اللجوء في بلغاريا، وبحسب رايشيل، فإن التقارير التي تحدثت عن الأوضاع الكارثية في مراكز اللجوء والسجون صحيحة.
وقد تفقدت المجموعة الكنسية مركز هارمانلي الذي يعد أكبر مراكز استقبال اللاجئين في بلغاريا، وبحسب رايشيل فإن الأموال المخصصة للمعسكر تبلغ 3 يورو تقريبا لكل لاجئ يوميا، وهو مبلغ قليل جدا ولا يكفي تلبية الحاجات الأساسية، وأشار ريشيل إلي الظروف الصعبة التي مر بها اللاجئين حيث تعرضوا للضرب المبرح والاعتقال والسجن، بالإضافة لقيام بلغاريا بترحيل اللاجئين المرفوضين إلي سجن الترحيل مباشرة، وقد يبقوا في السجن شهور طويلة تصل إلي 18 شهر قبل ترحيلهم لبلدهم الاصلي.
وبالنسبة للاجئين الذين يتمتعون بالحماية الدولية مثل السوريين، والمسجلين بالفعل في بلغاريا. يتم إرسالهم إلي المطار، وإذا لم يتمكنوا من العثور علي سكن بمساعدة خاصة يضطروا للنوم في الشارع، وكثير من اللاجئين ينمون بالفعل في حديقة قريبة من المسجد الكبير وسط مدينة صوفيا، وحتي هؤلاء لا يمكنهم الوصول لفرصة عمل قانونية، وفي حالة توفر سكن دائم يمكن الوصول إلي عمل يومي في السوق السوداء فقط.
كما أشار رايشيل إلي تعرض اللاجئون علي الحدود البلغارية للضرب المبرح من المهربين أو الشرطة، والكثير من اللاجئين يفقدوا حياتهم بعد أن يضلوا الطريق في الغابات، وبحسب شهادة أحد المتطوعين للبحث عن اللاجئين علي الحدود البلغارية، فقد قال أنه انتشل وحده 57 جثة من الغابة رغم انه لا يعمل سوي في مساحة صغيرة من الحدود الجنوبية.
كما انتقد رايشيل تشدد الحكومة الفيدرالية في سياسة اللجوء، وردا علي مطالبة فريدريش ميرز زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وغيره من السياسيين الألمان بترحيل طالبي اللجوء إلي بلغاريا، قال رايشيل، أن ” مثل هذا الطلب لا يمكن أن يأتي إلا من شخص لا علاقة له باللاجئين وليس علي دراية بالأمر ” وأشار رايشيل إلي أن السياسيون الألمان يعرفون جيدا صعوبة عمليات الترحيل.
كما أنتقد رايشيل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وذلك حيث يري المكتب أن العنف ضد اللاجئين جزء من العنف الشرطي الطبيعي، وهو الأمر الذي يشجع السلطة البلغارية علي استخدام العنف لإبعاد اللاجئين، وردا علي تصريح زعيم حزب الاتحاد المسيحي حول أن من الأفضل أن يقوم اللاجئون بعمليات الطعن خارج ألمانيا، قال رايشيل “من المؤكد أن أكثر من 95% من السوريين ليسوا مجرمين ” واشار رايشيل إلي معاناة أغلب اللاجئين السوريين من أفعال النسبة القليلة من اللاجئين العنيفين.
كما علق رايشيل علي وصف السياسيينالألمان بشأن اللجوء في المانيا بأنه ( حالة طوارئ وطنية ) حيث راي أن ذلك أمر سخيف، وانتقد رايشيل مواقف ميرز زعيم حزب الاتحاد المسيحي بشأن الهجرة، وقال رايشيل ” أنا مندهش من أن حزبا شعبيا يمكن أن يكون لديه مرشح بارز يجادل بشكل واضح بعيدا تماما عن الحقائق “.
وقال رايشيل أنه كتب إلي وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر حول أوضاع اللاجئين المرحلين إلي بلغاريا، وكان ردها أنها لا تعرف شيئا عن هذا الأمر، كما قدم رايشيل 400 تقرير من المتضررين للمكتب الاتحادي للهجرة واللجوء.