وكان الشابان قد دخلا المصنع المهجور لعدم تمكنهما من إيجاد مكان لهما في ملجأ محلي، وبحسب المحققون. قاما الشابان بإشعال النار موقد صغير كان داخل المصنع للتدفئة، وقد أصيبا بالتسمم من استنشاق أول أكسيد الكربون.
وبحسب البيان الصادر عن مكتب كاريتاس في أراشية البا، فإن المهاجرين كان يحملان تصريح إقامة إيطالي ساري المفعول، وكان عيسي يقيم في ألبا بينما كان وساليو يقيم في مجتمع صغير في تورينو، وكما ورد بالبيان، فقد وصل غيسي مع والده إلي إيطاليا عام 2021، وعمل بأحد مصانع كاريتاس كمتدرب، وبعد ذلك عمل بدوام كامل وكان يقيم بشقة مدعومة من الحكومة الإيطالية.
لكن عيسي فقد الوظيفة وتدهورت أحواله حيث كان يعمل في وظائف مؤقتة، وكان يحصل علي الطعام من مطعم كاريتاس الخيري وينام في مصنع مهجور حتي أجبره مستوطنون علي المغادرة.
أما وساليو، فقد وصل إيطاليا قادما من غينيا سنة 2020، وأقام في تورينو، وكان يحصل علي الطعام من مطعم خيري تابع لمؤسسة كونولينجو الكاثوليكية التي تأسست في القرن 19، وأنضم ساليو لمجموعة من العمال اليدويين المتجولين، وعمل بعض الوقت في مزارع الكروم في ألبا، حيث ألتقي بعيسي وأصبحا صديقين وكانا يبحثان عن مكان للإقامة حتي لقي حتفهما في المصنع المهجور.
وعقب الحادثة، أصدرت مجموعة يسارية في ألبا بيانا أكدت فيه أن المهاجرين كانا ضحية مجتمع غير عادل، وقد جاء في البيان أن عيسي وساليو ” قد ماتوا من البرد، لقد اغتيلوا على يد مجتمع ظالم، وعلى يد مدينة تنفق الملايين للإعلان عن منتجات فاخرة ولكنها لا تجد الوقت للتفكير في الأقل شأنا بيننا، وبدلاً من ذلك تسرق رفاهيتنا من خلال استغلال عملهم كعبيد”.
أما الفرع المحلي للحزب الأخضر فقد وصف الواقعة بالظلم الأوسع نطاقا، وأصدر الحزب بيان قال فيه ” ليس من قبيل الصدفة أن يظل هناك أشخاص يعيشون على الهامش. إنها النتيجة الحتمية لنظام يتجاهل ويتظاهر بعدم الرؤية ويفضل النظر في الاتجاه الآخر وإخفاء الأوساخ تحت السجادة “.
وتشير بيانات اليسار والخضر لإهمال الكنيسة في حماية الشابين، حيث كان يجب عليها بزل جهد أكبر لمنع الوفاة، وهو الأمر الذي دفع مكتب كاريتاس لإصدار بيانه لينفي الاتهام عن الكنيسة، حيث ذكر البيان ” اليوم نبكي على شابين، لقد فعلت كاريتاس كل ما في وسعها، ولكن في مواجهة قسوة العالم والإرادة الحرة، لا يمكننا إلا أن نطلب رحمة الله “.
وكانت مجموعة مونونوكي اليسارية في ألبا قد سبق ونظمت احتجاجات مناهضة للكنيسة، وهو الأمر الذي يرجح أنها التي قامت بالكتابة علي جدار الكنيسة، ففي سبتمبر الماضي. نددت المجموعة اليسارية بعدم مساعدة الكنيسة للمهاجرين رغم امتلاكها للكثير من العقارات، وهو الأمر الذي دفع أحد المسؤولين بكاريتاس لدعوة المجموعة لجولة تفقد للمشاريع الخيرية التي تديرها الكنيسة.