اتفقت ألمانيا وبريطانيا علي العمل المشترك لمكافحة عصابات التهريب التي تنقل المهاجرين عبر القناة الإنجليزية، وقد وقعت وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فايزر ووزير الداخلية البريطانية إيفيت كوبر اتفاقية العمل المشترك، وتتضمن الاتفاقية تسهيل محاكمة عصابات التهريب.
وكان تحقيق سري قامت به هيئة الإذاعة البريطانية، قد أشار إلي وجود تمركز لعصابات التهريب في مدينة إيسن الواقعة علي الساحل الغربي لألمانيا، حيث تقوم العصابات بنقل المهاجرين عبر القناة الإنجليزية باستخدام القوارب المطاطية، وهو الأمر الذي اتفقت الحكومتان علي التحقيق فيه.
وقالت وزيرة الداخلية فيزر بعد توقيع الاتفاق ” نحن الأن نتخذ إجراءات أقوى معًا ضد هذا العمل عديم الضمير الذي يلبي احتياجات الناس”. وبحسب فيزر. يتضمن الاتفاق تبادل المعلومات بين السلطات الأمنية في البلدين، وتنسيق التحقيقات المالية التي تهدف للوصول للتدفقات المالية.
وسوف تشارك فيزر وكوبر في اجتماع مجموعة كاليه الرابع، وذلك بمشاركة وزراء داخلية فرنسا وهولندا وبلجيكا وممثلين للمفوضية الأوربية، وهو الاجتماع المخصص لمناقشة زيادة التعاون والتنسيق في محاربة عصابات التهريب الدولية.
وبحسب وزارة الداخلية الاتحادية، فقد لقي اكثر من 72 شخصا حتفهم خلال محاولات عبور القناة الانجليزية هذا العام وحده، واشارت فيزر إلي أنشطة العصابات الغير إنسانية، وقالت ” هذه العصابات التي تستخدم التهديد والعنف لإجبار الناس على ركوب قوارب مطاطية وإرسالهم عبر القناة الإنجليزية، تعرض حياة البشر للخطر”.
وقد اقرت فيزر بقيام العصابات بالتخطيط للعديد من عمليات التهريب من داخل ألمانيا، وقالت ” نحن الآن نكثف عملنا المشترك لمحاربة الأنشطة الوحشية للمهربين الدوليين، وإن البلدين سيحافظان على ضغوط تحقيقية عالية إلى جانب تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية مع التحقيق المستمر في التدفقات المالية لتحديد المجرمين الذين يعملون خلف الكواليس “.
وبحسب بيان اصدرته وزارة الداخلية البريطانية، فقد تعهدت برلين بتعديل قانونها لتصنيف عملية تسهيل تهريب المهاجرين إلي المملكة المتحدة كجريمة جنائية، وقالت كوبر ” سيمنح هذا المدعين الألمان المزيد من الأدوات للتعامل مع توريد وتخزين معدات القوارب الصغيرة الخطيرة والسماح للمملكة المتحدة وألمانيا بمواجهة التكتيكات المتطورة باستمرار لعصابات تهريب البشر بشكل أفضل”.
واشارت كوبر إلي استغلال عصابات تهريب المهاجرين للأشخاص الضعفاء، وكون أنشطة تلك العصابات الدولية تقوض أمن الحدود في المملكة وأوروبا كلها، كما تعرض الكثير من الأرواح للخطر، وهو الأمر الذي تعمل البلدان علي مكافحته.
وفي سياق مكافحة عصابات تهريب المهاجرين، قامت السلطات الأمنية الالمانية بتنفيذ عمليات مداهمة عديدة لعصابات تهريب مشتبه بها في ألمانيا، وذلك حيث قام مئات الضباط بمداهمة مواقع في ولاية شمال الراين وستفاليا وولاية بادن فورتمبيرغ، وذلك بالتنسيق مع سلطات الأمن الفرنسية، واستهدفت المداهمات شبكة تهريب عراقية كردية مشتبه بها بسبب قيامها بشراء وتخزين قوارب مطاطية لاستخدامها في نقل المهاجرين عبر القناة الإنجليزية.
