كشف مسؤولون عن تلقي السلطات الألمانية منذ عام تحذيرا بشأن المشتبه به في الهجوم علي سوق عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ والذي أدي لمقتل خمسة أشخاص، وبحسب المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، فإن السلطات قد تلقت معلومات عن المشتبه به وانها تعاملت مع الأمر بجدية ومررت المعلومات للسلطات المختصة.
ونشر المكتب الاتحادي علي للهجرة واللاجئين علي موقع التواصل الاجتماعي X أنه تلقي بلاغا عن المشتبه به في صيف العام الماضي، وقال ” لقد أخذ هذا الأمر علي محمل الجد، كما هو الحال مع كل النصائح العديدة الأخرى “.
وقد أحال المكتب المعلومات إلي السلطات المختصة طبقا للإجراءات المعمول بها، وذلك كون المكتب ليس جهة تحقيق، ولم ينشر المكتب أي معلومات بخصوص طبيعة المعلومات التي تلقها أو أي معلومات تتعلق بالمشتبه به.
وبحسب أخر المعلومات بشان التحقيق في الحادث، فقد بلغت أعداد المصابين 200 شخص بينهم 41 شخص في حالة خطيرة، وقد تم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات مختلفة في ماغديبورغ التي تقع علي بعد 80 ميلا من برلين.
كما أكدت شرطة مدينة ماغديبورغ أن القتلى أربعة نساء تتراوح أعمارهن من 45 إلي 75 سنة، وطفل عمره تسع سنوات، وأن المشتبه به والذي تم القبض عليه هو مهاجر سعودي دخل البلاد في 2006، وحصل علي الإقامة الدائمة، وقد تم عرضه علي القاضي الذي أمر بإبقائه محتجزا لحين توجيه الاتهامات له.
ولم تعلن الشرطة عن أسم المتهم أو اي معلومات بشأنه تطبيقا لقوانين الخصوصية، لكن العديد من وسائل الإعلام نشرت بالفعل الكثير من التفاصيل حول المهاجر السعودي، وهو طبيب نفسي هاجر إلي ألمانيا وكان مؤيدا لليمين المتطرف ومناهض للإسلاميين بشدة.
وكان المشتبه به من الناشطين علي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع X ، حيث سبق وقام بنشر عشرات المنشورات المعادية للإسلام والمجموعات الإسلامية، وكان دائم الانتقاد للدين الإسلامي ومرحبا ومهنئا للذين تركوا الإسلام، وكان الطبيب المهاجر من السعودية يتهم السلطات الألمانية بعدم مكافحة ما أطلق عليه ” اسلمة أوروبا ” وكان مناهض للهجرة وخاصة المهاجرين المسلمين.
وقد ألقت الحادثة بظلالها علي الانتخابات المبكرة في ألمانيا المحدد لها 23 فبراير 2025، حيث اعادت الجدل الحاد حول قضية الهجرة واللجوء، وبحسب استطلاعات الرأي، فقد حقق حزب البديل من أجل ألمانيا تقدما كبيرا بسبب رد الفعل المجتمعي علي زيادة أعداد المهاجرين واللاجئين خلال السنوات الماضية.
وقد تجاوزت الحادثة حدود ألمانيا وشغلت الراي العام الأوربي خاصة اليمين المتطرف، فقد وجهت شخصيات يمينية أوربية انتقادات السلطات الألمانية بسبب استقبال ألمانيا لأعداد كبيرة من اللاجئين، بالإضافة للإخفاقات الأمنية التي أدت لزيادة حوادث الهجوم التي يقوم بها لاجئين.
وقد انتقد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر المعروف بمناهضته للهجرة السلطات الألمانية، وهاجم سياسة الهجرة التي يطبقها الاتحاد الأوربي، وقال أوربان “ ليس هناك شك في وجود صلة بين العالم المتغير في أوروبا الغربية والهجرة التي تتدفق إلى هناك، وخاصة الهجرة غير الشرعية والأعمال الإرهابية “ واشار أوربان إلي رفضه لسياسة الهجرة الأوربية وقال ” بروكسيل لا تريد أن يحدث في المجر كما حدث في ماغديبورغ “.