اتفقت أورسولا فون دين لاين مع الرئيس التركي رجب طيب أوردغان علي تقديم مليار يورو من المفوضية الأوربية تخصص لدعم اللاجئين السوريين، وجاء ذلك في الاجتماع الذي جمع رئيسة المفوضية مع أردوغان في 17 ديسمبر، وتناول الاجتماع الأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وقد أعلنا عن رغبة الطرفين في استقرار الأوضاع في سوريا.
وأشارت فون دير لاين إلي أهمية تركيا كشريك في قضية الهجرة، وكذلك أهمية العلاقات الاقتصادية بين تركيا والاتحاد الأوربي، وقالت ” ستحصل تركيا علي مليار يورو إضافي من أموال الاتحاد الأوربي للمساهمة في الهجرة وإدارة الحدود، بما في ذلك العودة الطوعية للاجئين السوريين “.
واشادت فون دير لاين بدور تركيا الأساسي في حفظ السلام الإقليمي بعد سقوط الاسد، كما أعربت عن تفهم الاتحاد الأوربي لتخوفات تركيا من التهديد الذي يمثله الإرهاب المحتمل في سوريا.
واشار الرئيس التركي أردوغان إلي تطلع تركيا لعلاقة أكثر مؤسسية مع الاتحاد الأوربي، وذلك بوصف تركيا أحد الدول المرشحة للانضمام للاتحاد، وأن تركيا ملتزمة بهذا الهدف، وقال اردوغان عقب الاجتماع ” اتفقنا علي الحفاظ علي سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وخاصة فيما يتعلق بإقامة حوكمة شاملة ”
كما دعي أردوغان إلي تطوير العمل المشترك مع الاتحاد الأوربي، وعدم خضوع العلاقة للأجندات ضيقة لبعض أعضاء الاتحاد، وذلك في إشارة إلي قبرص التي تحتل تركيا ما يقارب ثلث مساحتها منذ 1974. وهو الأمر الذي يعيق انضمام تركيا للاتحاد الأوربي رغم الاعتراف بها كمرشحة للعضوية منذ 1999.
وقد استغلت تركيا أزمة اللاجئين للتأثير علي الاتحاد الأوربي، وهو الأمر الذي قلل من حدة موقف الاتحاد من تركيا، وذلك بعد أن كان الاتحاد ينتقد اوضاع حقوق الانسان في تركيا، وهو ما أدي لتعليق البرلمان الأوربي لمفاوضات انضمام تركيا بعد تصويت لجنة برلمانية في 2019.
وقد أدت التطورات السريعة للأوضاع في سوريا إلي تغير كبير في ملف الهجرة، وخاصة فيما يتعلق بسماح السلطات التركيا للاجئين السوريين وغيرهم بالسفر إلي أوروبا، وأشارت رئيسة المفوضية الأوربية إلي تحسن العلاقات مع تركيا التي تخوض قتال مع الأكراد في سوريا، خاصة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا تنظيم إرهابي، كما قامت تركيا بدور اساسي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المصنف كتنظيم إرهابي.
وقد استقبلت تركيا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في 2011، وتستضيف تركيا ما يقارب 3.5 مليون لاجئ سوري، وتعد تركيا الدولة الأكثر استضافة للاجئين السوريين في العالم.
وتطبق تركيا سياسة لجوء تسمح بمنح السوريين وضع ” الحماية المؤقتة ” وليس وضع اللجوء الكامل، وتسمح تلك السياسة للسوريين بالوصول للخدمات الاساسية وليس كل حقوق اللجوء القانونية، وخاصة إمكانية السير في إجراءات الحصول علي الجنسية التركية.