المملكة المتحدة: قرار حكومي بإيقاف طلبات لجوء السوريين مؤقتا، وعدم ترحيل طالبي اللجوء قسريا

اصدرت وزارة الداخلية البريطانية بيانا بأنها قررت وقف طلبات لجوء السوريين عقب سقوط نظام الاسد في 8 ديسمبر، لكن بريطانيا لن تقوم بترحيل طالبي اللجوء السوريين، وقد سبق وصرح عدد من المسؤولين بهذا القرار رغم عدم صدور بيان رسمي حتي جاء بيان وزارة الداخلية.وبحسب صحيفة ( العربي الجديد ) قال المتحدث باسم وزارة الداخلية ” أوقفت وزارة الداخلية مؤقتًا اتخاذ القرارات بشأن طلبات اللجوء السورية بينما نقوم بتقييم الوضع الحالي. نحن نحافظ على جميع إرشادات الدولة المتعلقة بطلبات اللجوء تحت المراجعة المستمرة حتى نتمكن من الاستجابة للقضايا الناشئة “.

وقد أوضح بيان وزارة الداخلية أن قرار إيقاف طلبات لجوء السوريين مؤقتا جاء تماشيا مع قرارات مماثلة اتخذتها العديد من الدول الأوربية مثل فرنسا وهولندا وألمانيا، وبحسب البيان. يتوقف اتخاذ قرارات جديدة بشأن طالبي اللجوء السوريين علي مدي استقرار الأوضاع في سوريا، وذلك حيث يصعب تقييم الوضع الأمني في الوقت الحالي، وبحسب البيان، ستستمر المملكة في تسجيل طلبات لجوء السوريين ولن تقوم بترحيل طالبي اللجوء إلي سوريا أو أي بلد أخري.

وقد أثار قرار تعليق طلبات لجوء السوريين انتقادات بسبب عدم وضوح الأساس القانوني الذي استند إليه، وذلك حيث صارعت العديد من الدول الأوربية بتعليق طلبات اللجوء الجديدة للسوريين بعد يومين فقط من سقوط نظام الاسد دون توضيح الاسس المنطقية والقانونية التي بني عليها القرار.

وقد أنتقد مؤسس حملة التضامن مع سوريا وعضو المجلس الثقافي البريطاني السوري عبد العزيز الماشي، قرار بريطانيا ووصفه بالمشين وأنه سوف يؤثر سلبيا علي السوريين في المملكة المتحدة، وقال الماشي ” هذا القرار له أبعاد عدة اقتصادياً. الاقتصاد السوري مشلول تقريباً منذ سنوات، وتعتمد العائلات بشكل كبير على الدعم المالي من الأقارب في الخارج، على سبيل المثال عائلتي في سوريا تعتمد عليّ بالكامل، وأنا أريد العودة إلى بلدي، لكن القيام بذلك الآن سيكون أنانياً لأن عائلتي ستموت جوعاً، وهذا الواقع ينطبق على معظم السوريين، ليس فقط أولئك الموجودين في بريطانيا بل في جميع أنحاء أوروبا “.

وبحسب وزيرة اللجوء والحدود البريطانية أنجيلا إيجل، فقد أدي سقوط نظام الاسد إلي خلق حالة عدم يقين، وهو الأمر الذي يجعل تقييم طلبات اللجوء صعبا في الوقت الحالي.

وقد سارعت بعض الدول الأوربية عقب سقوط نظام الأسد بالإعلان عن رغبتها في إعادة اللاجئين السوريين لبلدهم، وعرضت مساعدات مالية مثل النمسا التي عرضت ألف يورو لكل شخص يرغب في العودة لسوريا، في حين عرضت الدنمارك دفع 27 الف يورو للراغبين في العودة.

وكان اللاجئين السوريين قد عبروا عن فرحتهم بسقوط الاسد واقاموا احتفالات في كل انحاء أوروبا، وكان أخر تلك الاحتفالات في مدن شيفيلد وليدز وبرايتون، وهو الأمر الذي رأت الحكومات الأوربية أنه أمر يشجع علي عودة اللاجئين إلي سوريا.

وقال رئيس الجالية السورية في ساسكس احمد اليبرودي ” هناك العديد من السوريين في بريطانيا الذين اندمجوا في المجتمع، وتفوقوا في تعليمهم ومهنهم، ولدينا أيضاً عدد من رجال الأعمال الناجحين ”

واشار اليبرودي إلي أن فرحة السوريين الغامرة بسقوط الأسد، تعني أنهم شعروا أخيرة بحرية التفكير في العودة لوطنهم، ودعي اليبرودي الحكومة البريطانية إلي بإعادة النظر في قرار تعليق طلبات لجوء السوريين، وذلك حيث لا تزال الأوضاع في سوريا غير واضحة وغير مناسبة للعودة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *