ألمانيا: قلق في أوساط طالبي اللجوء السوريين بعد تصاعد اليمين

يعيش طالبوا اللجوء السوريين في حالة من القلق الشديد بعد نجاح فردريش ميرز مرشح الاتحاد في الانتخابات العامة الأخير، حيث سيتولي منصب المستشار بعد تشكيل الحكومة الجديدة بعد انتهاء المحادثات بين الاحزاب لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة،.

وقد نظم ما يقارب 30 طالب لجوء سوري لقاء في قاعة بلدية بمدينة هامبورغ الشمالية للتباحث حول الوضع الجديد بعد نتائج الانتخابات العامة، خاصة أن المستشار الجديد فردريش ميرز يتبني مخطط معادي للهجرة، كما أن حكومة المستشار المنتهية ولايته أولف شولتز قد جمدت طلبات لجوء السوريين عقب سقوط نظام الاسد.

وكانت قضية الهجرة قد تصدرت الحملة الانتخابية لميرز والفصيل الاتحادي، وكذلك حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الذي حقق نتائج قوية في الانتخابات، والذي يطالب بطرد المهاجرين، وجاءت تلك النتائج علي خلفية تعدد حوادث عنف نفذها لاجئين سوريين وأفغان وسعوديين أدت لمقتل العديد من الألمان وإصابة المئات.

وكان ميرز قد تعهد للناخبين بفرض ضوابط حدودية صارمة ومنع تقديم طلبات اللجوء علي الحدود وترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، وهو الأمر الذي يثير قلق كبير للأشخاص الحاصلين علي وضع الحماية الثانوية، حيث سبق وصرح ميرز بأنه يريد حرمان هؤلاء الاشخاص من التقدم بطلبات لم شمل الأسرة.

وبحسب مؤيد حمزة الذي حصل علي الجنسية الألمانية، فإنه يعيش في حالة خوف من ترحيل والدته التي تقيم بتصريح إقامة مؤقت إلي سوريا، ويري حمزة أن هناك ” شيء ما يتغير في ألمانيا ” واضاف حمزة “إن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي اليوم معادٍ للأجانب إلى حد كبير، إذا جاز لي أن أصف الأمر بهذه الطريقة “.

وبحسب رافانيلا شورينا من جمعية دياكوني الخيرية المعنية باللاجئين، فإن طالبي اللجوء السوريين في حالة سباق مع الزمن بسبب الموقف الصارم لميرز وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي تجاه الهجرة، وقالت شورينا ” إن الرعاية الصحية العقلية هي التي تفتقر إليها، وهذا يعني أن الناس ينهارون بسبب كل ما مروا به”، ودعت شورينا الحكومة إلي الاستمرار في دورات اللغة والتدابير الأخري التي تساعد علي الاندماج لسد النقص في العمالة الماهرة في ألمانيا.

وكان ميرز قد تعهد بتغير سياسة الهجرة واللجوء الألمانية بشكل جذري، حيث يرفض سياسة الباب المفتوح التي نفذتها المستشارة السابقة انجلا ميركل في 2015، والتي أدت لاستقبال ألمانيا ما يقارب مليون شخص، ويخوض ميرز حاليا مفاوضات مع الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي لتشكيل الحكومة الجديدة، ويأتي موضوع الهجرة في مقدمة الموضوعات التي تناقش حاليا بين الاحزاب الألمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *