أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال زيارته لألبانيا، عن خطة بلاده بإنشاء مراكز إعادة طالبي اللجوء المرفوضين خارج المملكة، وجاء ذلك بعد أيام قليلة من نشر وزارة الداخلية خطة الحكومة للحد من الهجرة، وقد صرح ستارمر قبل عقد لقاءه مع رئيس وزراء ألبانيا، بأن حكومته بدأت محادثات رسمية مع عدة دول لإنشاء مراكز إعادة، ورغم عدم الإعلان عن أي تفاصيل للمحادثات لكن المرجح أنها ستكون في غرب البلقان بحسب تقارير إعلامية.
وكانت حكومة حزب العمال قد ألغت خطة الحكومة السابقة بإنشاء مراكز إعادة للاجئين في رواندا، وكانت خطة رواندا تهدف لترحيل المهاجرين غير النظاميين إلي رواندا ومعالجة طلبات لجوئهم هناك، وفي حالة قبول طلبات اللجوء يعرض عليهم البقاء في رواندا بدلا من المملكة، وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد رفضت خطة رواندا لمخالفتها للقانون الدولي، لكن المفوضية السامية لا تعارض إنشاء مراكز إعادة في بلد ثالثة بشرط ضمان حقوق المهاجرين والالتزام بحقوق الإنسان.
وبحسب خطة الحكومة الحالية، سوف تقوم السلطات بترحيل طالبي اللجوء المرفوضين الذين استنفذوا كل الخيارات القانونية، والهدف من ذلك هو عدم قدرتهم علي الاندماج والخشية من انخراطهم في انشطة غير قانونية بعد رفض طلبات لجوئهم، وتتفق الخطتان في الهدف الاساسي، وهو الحد من الهجرة غير النظامية لتقليل تكلفة استضافة طالبي اللجوء، خاصة بعد النجاح الكبير لحزب الإصلاح اليميني المتطرف المعادي للهجرة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
ولم تلق تصريحات ستارمر ترحيبا من ألبانيا، حيث صرح رئيس الوزراء الألباني إيدي راما في المؤتمر الصحفي المشترك، بأن ألبانيا لن تشارك في مخطط المملكة المتحدة، ويعود ذلك لعديد من الاسياب منها اعتراض المعارضة الألبانية علي استقبال المهاجرين المرحلين من البلاد المجاورة، بالإضافة للصعوبات التي تواجه مركز الإعادة التي أقامتها إيطاليا في ألبانيا منذ 2023 بموجب اتفاقية بين البلدين، وذلك بسبب رفض المحاكم الإيطالية ترحيل المهاجرين لتلك المراكز، ومؤخرا تم إعادة تشغيل أحد المنشأتين كمركز احتجاز لطالبي اللجوء المرفوضين تمهيدا لترحيلهم لبلادهم الأصلية.
وتتعاون ألبانيا مع المملكة المتحدة في مكافحة الهجرة غير النظامية منذ 2022، حيث يعمل فريق مشترك من البلدين علي مكافحة عصابات تهريب المهاجرين، وأشار ستارمر خلال المؤتمر الصحفي المشترك إلي رغبة البلدين في توسيع عمل الفريق المشترك ليشمل بلاد غرب البلقان، حيث يعد طريق غرب البلقان من أكثر الطرق التي تستخدمها عصابات التهريب، فقد بلغت أعداد المهاجرين التي دخلت المملكة عبره في 2023 أكثر من 100 ألف مهاجر.
وقد جاءت زيارة ستارمر لألبانيا لتهدئة التوترات السياسية بين البلدين وتأكيدا لاستمرار التعاون بشأن الهجرة، وقد توترت العلاقات بين البلدين في ظل حكومة المحافظين بعد وصف وزيرة الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافيرمان للمهاجرين الألبان في المملكة بالمجرمين، ومطالبة وزير الهجرة السابق روبرت جينريك باحتجاز الألبان وترحيلهم، وهو ما أدي لشعور الجالية الألبانية في المملكة بالوصم والكراهية بتحريض من الحكومة.
وقد حرص قادة البلدين علي تحسين العلاقات المشتركة، وقد وقع البلدان اتفاقية شراكة استراتيجية للدفاع والأمن، وصرح ستارمر بأن حكومته ملتزمة بتعزيز التعاون المشترك، وسوف يلتقي ستارمر مع راما في قمة غرب البلقان التي ستنعقد في لندن خريف 2025، وتهدف القمة إلي زيادة التعاون الاقتصادي ومكافحة الهجرة غير القانونية.