اتهمت الحكومة البولندية الاساقفة الكاثوليك بإثارة مشاعر معادية لألمانيا، وجاء ذلك بسبب قيام الاساقفة بانتقاد الضوابط الحدودية التي فرضتها ألمانيا والدعاء للمواطنين الذين يحرسون الحدود، وقدمت حكومة بولندا شكوي للفاتيكان بشأن إثارة الاساقفة الكاثوليك مشاعر معادية لألمانيا، كما ناشد نائب رئيس مؤتمر الاساقفة البولنديين جوزيف كويني زملائه بعدم الانحياز لأي طرف في نزاع سياسي.
وكان زعيم مجموعة الحجاج قد وصف حكومة بولندا بأنهم ألمان، وتحدث لراديو ماريا الكاثوليكية القومية، وقال أن البلاد ” يحكمها اشخاص يسمون أنفسهم ألمانا “، كما دعي الاسقف أنتوني دلوغوش عبر موقع الحج إلي الصلاة من أجل المتطوعين لحراسة الحدود، وذلك حيث تقوم مجموعات يمينية متطرفة بتسيير دوريات علي الحدود مع ألمانيا لمنع إعادة المهاجرين من ألمانيا إلي بولندا.
وبحسب وكالة الانباء البولندية، حذر أسقف فلوكلافيك في عظة من الهجرة غير النظامية، وتحدث الاسقف عن تهديد الحدود البولندية من الغرب والشرق، وذلك في إشارة للضوابط الحدودية التي فرضتها ألمانيا، والتي اثارت القلق داخل بولندا خشية إعادة المهاجرين إلي الحدود البولندية.
وقدمت الحكومة البولندية شكوي سلمت لرئيس المراسم في الفاتيكان، وطلبت وزارة الخارجية من الفاتيكان معاقبة الأسقفين الذين اثارا المشاعر المعادية لألمانيا، وجاء في شكوي الحكومة البولندية المقدمة للفاتيكان ” أن تصريحات الاساقفة جارحة وغير مقبولة، وأن هذه الكلمات تقوض العلاقات الألمانية البولندية الجيدة، وتسيء إلى سمعة الحكومة، وتمثل دعمًا واضحًا للأوساط القومية “.
كما انتقد وزير الخارجية البولندي ما اثاره الاساقفة بشأن وجود ألمان في الحكومة البولندية، وقال أن تصريحات الاساقفة تعد انتهاك للاتفاقية 1993 بين بولندا والفاتيكان، واشار الوزير البولندي إلي أن علاقة عائلته بألمانيا أن أحد أعمامه كان معتقلا في معسكر اعتقال داخاو.
وقد حذر رئيس الاساقفة البولنديين من تصاعد التوترات في العلاقات مع ألمانيا، ودعي رئيس الاساقفة للتسامح كما فعل الاساقفة البولنديين مع زملائهم الألمان في 1965، حيث كتب الأساقفة البولنديين في رسالة إلي زملائهم في ألمانيا ” نسامح ونطلب المغفرة “، وذلك كمبادرة للتقارب بعد الحرب العالمية الثانية.
