أعلنت مدينتي هانوفر ودوسلدورف عن مبادرة لاستقبال أطفال من غزة وإسرائيل، من المصابين بصدمات نفسية نتيجة الحرب، وطالبت المدينتان من الحكومة الاتحادية دعم عملية الاختيار والتنسيق الطبي وإجراءات القبول، وبحسب المبادرة، سوف يتم استقبال عشرين طفلا كمرحلة أولي.
وقد أعلنت مدينة هانوفر عن قبولها استقبال عشرين طفلا، كما صرح ستيفان كيلر رئيس بلدية دوسلدورف وعمدة المدينة كلارا جيرلاخ، بأن المدينة تناقش استقبال عشرين طفلا في المرحلة الأولي للمبادرة، وقالت رئيسة بلدية دوسلدورف ” تابعتُ باهتمام بالغ مبادرة نظيرتي بيليت أوناي في هانوفر لتوفير ملاذ آمن للأطفال الفارين من مناطق الحرب في ألمانيا “، واضافت كيلر التي تنتمي لحزب الخضر ” نرغب في تطبيق هذه المبادرة الإنسانية القوية في دوسلدورف أيضًا. عندما يتعلق الأمر بالمواقف والإنسانية، فإننا نقف معًا في دوسلدورف بغض النظر عن التوجهات الحزبية “.
وكان مجلس مدينة دوسلدورف قد وافق قبل ايام علي تخصيص نصف مليون يورو لمشروع تعزيز التفاهم بين أطفال عرب وإسرائيليين في مدينة حيفا، وقال رئيس البلدية أن هذا القرار يعد ” دلالة على التزامنا بالحوار والمصالحة، لا سيما في ظل تزايد الاستقطاب والكراهية، ومن المنطقي مواصلة هذه الفكرة، وتقديم مساعدات إنسانية ملموسة الآن “.
وبحسب بيان صادر عن مجلس مدينة دوسلدورف، فإن مجلس المدينة بدأ مناقشة أولية مع الجالية المسلمة والجالية اليهودية بهذا الشأن، وجاء في البيان أن المدينة تسعي “لتحويل فكرتنا إلى واقع، نسعى جاهدين لكسب دعم واسع في مجتمع المدينة”.
وكان مجلس مدينة هانوفر قد أعلن عن الاستعداد لاستقبال 20 طفلا من غزة وإسرائيل، خاصة الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية نتيجة الحرب، وقال رئيس البلدية ” نريد أن نوفر هذه الفرصة، ونهدف إلى تمكين الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم طبي أو نفسي أو اجتماعي من التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية تحت حماية هانوفر”.
وتهدف المبادرة أيضا إلي الانتشار في مدن ألمانية أخري، وتحظي المبادرة بدعم مايكل فورست رئيس رابطة الجاليات اليهودية في ولاية ساكسونيا، وكذلك يزيد شموط رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة هانوفر، كما يدعم المبادرة مفوض الدولة لشؤون معاداة السامية جيرهارد فيغنر.
وتحدث رئيس بلدية مدينة هانوفر عن تأثير المعاناة الناتجة عن الحرب في غزة علي الكثيرين من سكان هانوفر، واشار إلي وجود روابط عائلية بين الجاليتين الفلسطينية والعربية في المدينة، وأن هدف المبادرة تشجيع حكومات الولايات الألمانية والحكومة الفيدرالية علي تقديم الدعم الإنساني للأطفال المتأثرين من الحرب، وقال ” يتوفر حاليًا ما يصل إلى 20 مكانًا لرعاية الأطفال في هانوفر، ومن الممكن توسيع نطاق هذه الأماكن، على سبيل المثال، من خلال أسر مضيفة أو حاضنة “.
وبحسب رئيس بلدية هانوفر، فإن المدينة قادرة علي توفير الدعم المحلي والسكن، وتحتاج للدعم السياسي من الحكومة الفيدرالية لتسهيل إجراءات القبول، كما أشار رئيس البلدية إلي اهتمام العديد من المدن الألمانية الأخرى بالمبادرة، وأن علي الحكومة الفيدرالية وضع الإطار القانوني للمبادرة حتي تتمكن المدن الألمانية من المشاركة.