عاد 300 عامل كوري جنوبي بعد الإفراج عنهم من مراكز احتجاز المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية إلي بلدهم، وكان في استقبالهم عدد من المسؤولين في مقدمتهم رئيس أركان الرئاسة وممثلين لشركة هيونداي وشركة ال جي اي اس، ونزل العمال إلي المطار وسط هتافات الترحيب قبل نقلهم للقاء عائلاتهم.
وكانت سلطات الهجرة الأمريكية قد اعتقلت العمال الكوريين من مصنع هيونداي بولاية جورجيا بالولايات المتحدة، بعد أن نفذت مداهمة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ إدارة الهجرة والجمارك، وهي المداهمة التي أثارت الدهشة في كوريا الجنوبية، خاصة أن البلدين تربطهما علاقات سياسية واقتصادية جيدة، وقد نجحت حكومة كوريا الجنوبية خلال اسبوع في التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة للإفراج عنهم وإعادتهم إلي وطنهم، وأرسلت وزارة الخارجية طائرة مستأجرة اعادتهم لبلدهم.
وبحسب وزير خارجية كوريا الجنوبية، فقد تناولت المفاوضات الأخيرة شكوي شركات كوريا الجنوبية التي تستثمر في الولايات المتحدة، من صعوبة الحصول علي التأشيرات لموظفيها للعمل في مواقع المشاريع، وبحسب وزير الخارجية الكوري الجنوبي، فقد اتفقت البلدان علي إنشاء مجموعة عمل مشتركة لدراسة تسهيل منح التأشيرات للكوريين الجنوبيين.
وبعد استقبال العمال في المطار، صرح رئيس أركان الرئاسة كانغ هون سيك، بأن سلطات كوريا الجنوبية تعاملت مع الحادث بجدية، وأشار هون سيك إلي أن رئيس الجمهورية لي جاي ميونغ يري أن الحادث قد أثر علي المواطنين الكوريين الابرياء، وقال ” إن المعايير تتغير في كل وقت، ويجب أن تكون هناك صفقات مستمرة، ليس فقط فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، ولكن سيكون الأمر كذلك أيضًا فيما يتعلق بقضايا الأمن”.
وقد عبر العمال العائدون عن صدمتهم وفزعهم من الغارة الكبيرة التي شارك فيها مئات الضباط من سلطات الهجرة وجهات أمنية عديدة، وقال احد المهندسين العائدين ” بدأ الأمر يبدو خطيرًا لأننا كنا نعتقد أننا سنأخذ مركبة النقل، ولكن بعد ذلك بدأوا في وضع الأصفاد والسلاسل، وعندها فكرنا. أوه، لن تكون هذه عملية نقل بسيطة “، كما اشار المهندس الذي يعمل في شركة ال جي اي اس إلي أن الرئيس الأمريكي عرض بقاء العمال لتدريب العمال الأمريكيين، واضاف ” لن يبقى أحد ويعمل في ظل الوضع الحالي”.
وقد أثارت الحادثة توترت دبلوماسية واقتصادية بين البلدين، فقد تحدث رئيس كوريا الجنوبية عن أن الحادثة سوف تؤثر عن الاستثمارات الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة، وأن شركات كوريا الجنوبية أصبحت مترددة في الاستثمار في أمريكا، وأن هذا يحدث في الوقت الذي يسعي فيه الرئيس ترامب علي تشجيع الاستثمار الأجنبي في التصنيع.
وقد طالبت عائلات العمال العائدين الرئيس ترامب بالاعتذار عن اعتقال العمال الكوريين الجنوبيين، وقال والد أحد العمال العائدين ” كنت أعتقد أنهم سيخضعون لاستجواب بسيط فقط، ولكن عندما رأيت على شاشة التلفزيون أنهم ذهبوا إلى مركز احتجاز وتم تقييدهم، شعرت بالدهشة “.