أثارت تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرز بشأن الهجرة انتقادات حادة من المعارضة، خاصة تصريح ميرز حول تأثير الهجرة علي ” مشهد المدينة “، ففي رده علي سؤال حول استراتيجية الحكومة الاتحادية في التعامل مع حزب البدل اليميني المتطرف، تكلم ميرز عن الهجرة وجهود الحكومة لتقليل أعداد المهاجرين، وقال أن الحكومة قطعت شوطا طويلا ” لكن بالطبع، لا تزال هذه المشكلة قائمة في المشهد الحضري، ولهذا السبب يعمل وزير الداخلية الاتحادي الآن على تمكين العودة على نطاق واسع”.
وقد راي المنتقدون أن تصريح ميرز عنصري ويعني أنه رافض للمهاجرين، وهو الأمر الذي دفع المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس للتعليق لمحاولة تفسير التصريح بطريقة مختلفة، وقال أن لا يمكن اتهام المستشار بالعنصرية، وأنه ” أوضح أكثر من مرة أن سياسة الهجرة، من وجهة نظره، لا ينبغي أن تكون قائمة على الإقصاء، بل على تنظيم موحد للهجرة “.
كما أكد كورنيليوس أن المستشار لم يقصد أن لديه ” مشكلة مع المشهد الحضري “، ولم تتضمن محاضر المكتب الصحفي الاتحادي تصريح ميرز الذي اثار الغضب، وقال كورنيليوس ” أن منشورات المكتب الصحفي الاتحادي تخضع لمبدأ الحياد “، واضاف أن ميرز “ عرّف نفسه بوضوح كزعيم للحزب “.
وعقب تصريح ميرز المثير للجدل، انتشرت علي وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة ضد التصريح، وكتب عضو حزب الخضر أندرياس أودريتش علي موقع X ” فريدريش ميرز لم يفهم شيئًا “، كما نشر فديو علي الموقع ووجه كلامه إلي ميرز قائلا ” سيد ميرز، أنت عالق في عصر آخر”.
كما طالب إريك ماركوارت النائب في البرلمان الأوربي عن الخضر المستشار بالاعتذار عن تصريحه العنصري، وقال “ إن وصف أصحاب البشرة الأخرى بأنهم “مشكلة في المشهد الحضري” هو ببساطة عنصرية. إن تفوّهه بمثل هذا التصريح أمرٌ مثيرٌ للدهشة “.
كما وصفت زعيمة الكتلة البرلمانية للخضر في البوندستاغ كاتارينا دروغ التصريح، بأنه تمييزي وغير لائق، وقالت في البرلمان موجهة كلامها لميرز ” كنت أتوقع منك أن تتحلى بالشجاعة للاعتذار هنا “، واتفق معها النائب عن الحزب الديمقراطي المسيحي روبريخت بولينز، وقال “ إعادة الأشخاص إلى أوطانهم بسبب مشاكل في المشهد الحضري؟؟ فليختفِ من ألمانيا كل من يُسبب مظهره إزعاجًا في الشوارع – حينها لن يتمكن أي مستشفى في ألمانيا من العمل غدًا. إن التكامل الناجح، بحكم طبيعته، يمر دون أن يُلاحظ “.
وفي ذات السياق، انتقد الطبيب الشهير جيهان تشيليك تصريح ميرز بشدة، وقال ” كيف يُفهم هذا إلا أن المستشار الاتحادي يُحدد من ينتمي ومن يُسبب إزعاجًا في المدينة بناءً على المظهر والعرق؟ هل أُزعجك أيضًا يا سيد ميرز؟ فأنا لا أتجول مرتديًا معطف الطبيب “.
وعلي الجانب الأخر، رحب حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة بتصريحات المستشار، وقال عضو الحزب بيرند باومان، ونشر عدة صور علي موقع X تظهر مسلمين يصلون أمام البرلمان الاتحادي ولافتات مكتوب عليها ( رمضان مبارك )، وقال ” هل قصد ميرز هذه المشكلة في المشهد الحضري؟ “
