رغم دعم الحكومة البريطانية لسياسة لم شمل الاسرة كوسيلة لجمع شمل اسر اللاجئين في بريطانيا، لكن التشدد الكبير في منح التأشيرات والإجراءات البيروقراطية المعقدة تعرض الأطفال للخطر في مناطق النزاع، وهناك الكثير من الأطفال محاصرون في مناطق الحرب لرفض المملكة المتحدة منحهم تأشيرات اللجوء، وقد فشل مخطط لم شمل الأسرة في توفير مسار قانوني لحماية الأطفال من الحرب أو الاتجار بهم.
وطبقا لتقرير حديث صادر عن ( رامفيل ) وهي مؤسسة خيرية تدعم اللاجئين المستضعفين، فإن إجراءات لم شمل الاسرة التي تطبقها المملكة المتحدة غير مناسبة ولا تحقق الهدف منها، وقد رفضت المملكة منح تأشيرات اللجوء للأطفال في مناطق الخطر.
وطبقا للتقرير، كانت المؤسسة تدعم 14 شخص مؤهلون للجوء إلي المملكة المتحدة، وتنطبق عليهم شروط مخطط جمع شمل الأسرة لوقوعهم في مناطق الحرب في السودان، لكن بعد مرور أكثر من عام مازال ثمانية منهم محاصرون في مناطق الحرب ومنهم أطفال كانوا قد فروا سابقا من إريتريا بسبب تجنيد الديكتاتورية في إريتريا للأطفال، وكان اثنان من الأطفال المستحقين للحصول علي تأشيرات لجوء قد شاهدوا مقتل أسرهم خلال الحرب في السودان.
وقد وقع أطفال بالفعل ضحايا لجرائم خطيرة، حيث حاول بعض المراهقين الفرار إلي ليبيا بطرق غير قانونية، وتعرضوا للاحتجاز كما تعرض بعضهم للاغتصاب، ولم يصل للملكة المتحدة من الأطفال في مناطق الحرب سوي أثنين فقط، وتطلب المملكة من طالبي اللجوء تنفيذ كل الإجراءات البيروقراطية رغم استحالة ذلك في بعض الأحيان، ومن أمثلة ذلك الطلب من طالبي اللجوء تسجيل بصمات الاصابع والمعلومات البيومترية شخصيا، وذلك بالرغم من غلق مركز طلبات التأشيرة في الخرطوم، وقد رفضت وزارة الداخلية تعليق العمل بهذا الإجراء، وقالت الوزارة في ردها علي المؤسسة الخيرية ” أن مراكز التأشيرة مفتوحة في البلدان المجاورة، ومع ذلك فإن السفر عبر السودان يتم عبر المسئولية الشخصية ووفقا للتقدير الخاص للأوضاع الأمنية “.
وتناول تقرير المؤسسة الخيرية الكثير من الأمثلة الواقعية وشهادات طالبي اللجوء، حيث عرض التقرير حالة لاجئ إريتريا في المملكة فشل في ضم أخوية الذين فرا للسودان بعد موت الأم واحتجاز سلطات إريتريا للاب وكانا يعيشان في مخيم لجوء حتي قامت الحرب في السودان، ثم فرا إلي مصر حيث يعيشان بشكل غير قانوني معرضان للاعتقال والاحتجاز من قبل السلطات المصرية.
وخلص تقرير ” رامفيل ” إلي أن نموذج السودان اثبت الفشل الذريع لعملية لم شمل الاسرة الذي تطبقه المملكة المتحدة، حيث تطبق المملكة نموذج متشدد يشمل فقط أطفال وأزاج المقيمين في المملكة ولا تشمل الأخوة أو الأقارب الأخرين، ويضطر الكثير من اللاجئين لسلوك طرق غير قانونية للوصول للملكة عبر قوارب تعبر القناة الإنجليزية.