اثار منشور علي موقع X لحزب البديل من أجل ألمانيا الجدل بشان حاجة ألمانيا للعمال المهرة الأجانب، وقد جاء بالمنشور الذي نشرته المجموعة البرلمانية للحزب في البوندستاغ ” الحقيقة أن مئات الالاف من العمال المهرة المقيدين في الإدارة العامة نتيجة اندفاع الهجرة. يتم سحب العمال المهرة من سوق العمل مما يؤدي إلي تفاقم النقص في العمالة الماهرة ” ويري المتحدث باسم الحزب رينيه سبرينغر. أن مشكلة نقص العمالة الماهرة يمكن أن يحل من خلال التدريب والأتمتة أو زيادة الأجور.
وقد جاء منشور حزب البديل بعد نشر دراسة أجرتها مؤسسة برتلسمان، والتي توصلت إلي أن ألمانيا في احتياج إلي ما يقارب 288 الف عامل أجنبي سنويا حتي 2040، وذلك للحفاظ علي قوة العمل في المانيا، وفي حالة عدم استقدام العمالة الأجنبية سوف ينخفض عدد العاملين بنسبة 10% خلال نفس الفترة، حيث سيصل عدد العمال في ألمانيا إلي 41.9 مليون في 2040، وفي حالة توقف هجرة العمال سوف يصل عدد العاملين في ألمانيا إلي 35.1 مليونا في 2060.
وقد أنتقد حزب البديل الدراسة ووصفها بأنها مضللة، وأن مؤسسة برتلسمان تستخدم هذه الأرقام لدعم المستفيدين من اللجوء والهجرة الجماعية، ويري الحزب أنه يجب تقليص أعداد العمال الاجانب ووقف جلب العمالة المهاجرة من الخارج.
وبحسب خبير سوق العمل كلاوس زيمرمان، فإن ألمانيا في حاجة إلي 300 ألف عامل سنويا لتجديد مخزون العمل، وأن هذا أمر طبيعي ومتوقع، فالاحتياجات الدقيقة لسوق العمل يحددها أسواق المستقبل، ولا يمكن للتوقعات أن تكون معاكسة للواقع لأن المستقبل لم يأت بعد.
ويري زيمرمان إن المرجح أن يقترح حزب البديل من أجل ألمانيا تقليص عدد العمال الأجانب، لكن هذا المقرح يعني خسارة الرخاء، وقال زيمرمان ” من سيصدق حقا أن لم تعد هناك حاجة إلي موظفين من المهاجرين يدفعون الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي أو العمل في رعاية المسنين والتمريض ؟ ”
كما ينتقد خبير سوق العمل فكرة أن زيادة مستوي الأجور سوف يحل مشكلة نقص العمالة الماهرة، وذلك حيث يرجع الأمر لأسباب طبيعية منها تقاعد جيل طفرة المواليد حيث سينخفض عدد العاملين بأجر بنسبة كبيرة، كما أن المزيد من المال لا يعني إنجاب أطفال جدد.
وبحسب زيمرمان، فإن الخبرة العالمية تثبت عدم وجود علاقة بين زيادة الأجور وبين زيادة عدد المواليد الجدد، وحتي لو حدث ذلك فأن الشخص لا يكون قادر علي العمل قبل سن 16 سنة، وأن الواقع أن الرخاء الحيوي في المانيا لن يصبح مؤثرا قبل 2040، وانتقد زيمرمان منشور حزب البديل، وذلك حيث أن عبارة ” مخالفة الواقع ” التي جاءت بالمنشور لا تعني الخطأ، فالتقييم العلمي للأبحاث يقوم علي مقارنة الواقع المضاد بمحاكاة الواقع طبقا لمقياس واضح للمقارنة.
وبحسب دراسة مؤسسة برتلسمان، فإن ألمانيا لا يمكنها تجاهل حاجة سوق العمل إلي 300 ألف عامل أجنبي جديد سنويا، كما سوف تستفيد العديد من الولايات التي يوجد بها معاقل حزب البديل من العمال المهرة المهاجرين، وذلك حيث تعد ولايات تورينجيا وساكسونيا وسارلاند من أكثر الولايات احتياجا للعمال الأجانب، وهي الولايات التي يحظى فيها حزب البديل بشعبية كبيرة حيث يحصل علي نسبة تاييد تصل إلي 30%.
ورغم اهتمام الحكومة الاتحادية بتسهيل وصول العمال الأجانب إلي ألمانيا، لكن حاليا يأتي فقط إلي ألمانيا من 50 غلي 60 الف مهاجر سنويا طبقا لقانون هجرة العمال المهرة الجديد، وهو رقم منخفض للغاية بحسب لوتز شنايدر المشارك في الدراسة.