هولندا: اضرار لأطفال طالبي اللجوء بسبب تأخر تقديم الرعاية الصحية

أعلنت منظمة ( إيكان ) المعنية بطب الأطفال عن تسبب تأخر تقديم الرعاية الطبية لأطفال طالبي اللجوء في هولندا بأضرار صحية جسيمة خلال 2024،  وقالت المنظمة أن عشرات الأطفال من طالبي اللجوء عانوا من تدهور صحي بسبب التأخر في تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب، وبحسب إيكان، يعود التأخير لعدة أسباب منها سوء أوضاع الملاجئ والتنقل المتكرر.

وقالت إيكان أن تأخير تقديم الرعاية الصحية للأطفال أدي في بعض الحالات للوفاة أو أضرار صحية دائمة، وقالت طبيبة الأطفال وعضو إيكان مارين باروف ” نتلقى بلاغاتٍ تفيد بتأخر بدء الرعاية، ما أدى إلى إصابة طفل بأضرار صحية دائمة أو حتى وفاته، هذه البلاغات الأربعون ليست سوى غيض من فيض. نرى أطفال اللاجئين في ملاجئ الطوارئ يتساقطون بشكل متزايد “.

وبحسب تقرير إعلامي استقصائي لمنصة بوينتر الهولندية، يعيش في مراكز اللجوء في هولندا ما يقارب 16 الف طفل، ويقيم الكثير من الأطفال في ملاجئ مؤقتة غير مناسبة للأطفال بحسب تقييم هيئة التفتيش الهولندية علي الصحة ورعاية الشباب، والتي أعلنت أن الملاجئ المؤقتة غير أمنة للأطفال وغير مجهزة لتلبية الاحتياجات الاساسية لهم.

وقد سبق وحذرت منظمة إيكان من أن التنقل المتكرر للأطفال طالبي اللجوء يعيق تقديم الرعاية الطبية للأطفال بشكل منتظم، خاصة ان ما يقارب 7 الاف طفل يتعرضون للنقل لمرة واحدة علي الاقل لمراكز لجوء مختلفة، وقد تضمن التقرير الاستقصائي شهادات من العديد من أطباء الأطفال الهولنديين، وقالت طبيبة الأطفال في مستشفى برافيس أن فان إليس ” عالجتُ طفلًا يعاني من سوء تغذية حاد. كان قد مكث في ملجأ لستة أشهرن ولم يُعالج إلا عندما لاحظ أحدهم حالته. لكن الأمر استغرق وقتًا طويلاً جدًا قبل أن يحصل على المساعدة التي يحتاجها “.

كما أشارت فان إليس إلي حالة طفلة مريضة بمرض وراثي نادر، حيث توقفت الطفلة عن حضور جلسات العلاج بسبب نقلها لمركز لجوء أخر دون إبلاغ الطبيبة، وقالت فان اليس ” اضطررتُ إلى البحث عن المركز الذي نُقلت إليه وترتيب الرعاية هناك. لكن هذا عملٌ مُضاعف، لأنها كانت تحت رعايتي بالفعل. هل يجب على أطباء الأطفال القيام بذلك بأنفسهم؟ لن يفعل الجميع ذلك، ببساطة لأننا لا نملك الوقت أو الموارد دائمًا “.

وبحسب نظام اللجوء الهولندي، فإن أولياء أمور الأطفال هم المسؤولين عن التبليغ عن الحالة الصحية لأطفالهم وحاجتهم للرعاية الطبية، وأن علي أولياء الأمور إبلاغ موظفي الهيئة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء بحالة الأطفال الصحية أو الاتصال بالخط الخاص برعاية طالبي اللجوء.

لكن منظمة إيكان تقول أن طالبي اللجوء لا يفهمون أليات عمل النظام الصحي المعقد في هولندا، وقال مسؤول إيكان ” تعاني العديد من هذه العائلات من صدمة نفسية، وعندما يكون لديهم طفل مصاب بمرض خطير، فإنهم يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد، وفي بعض المواقع، لا تتوفر الرعاية بشكل جيد”.

وفي رد وزيرة اللجوء والهجرة مارجولين فابر علي منصة بوينتر، أقرت الوزيرة بوجود المشكلة لكنها قللت من حجمها، وقالت فابر ” ليست جميع ملاجئ الطوارئ غير كافية. بعضها جيد جدًا. بالطبع، قد لا يفي بعضها بالمعايير الدنيا تمامًا، لكننا نبذل قصارى جهدنا “، واشارت فابر إلي أن عمليات النقل لمراكز اللجوء المختلفة يتم لتخفيف الضغط علي نظام الايواء، وأن عدد الأطفال الذين ينقلون بشكل متكرر أقل من عدد الأطفال الذين تعرضوا للنقل اقل من ثلاث مرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *